تفسير قوله تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة...)

0 273

السؤال

أريد تفسير قوله تعالى: فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فيقول تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت: 34}، فقوله تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) أي: لا تستويان في الجزاء وحسن العاقبة ‏والحسنة: هي ما ترضي الله ويتقبلها، والسيئة: هي ما يكرهها الله ويعاقب عليها. (ادفع بالتي هي أحسن) أي: ادفع ورد السيئة حيث اعترضتك بالخصلة التي هي أحسن ‏منها، وهي الحسنة، كمقابلة الغضب بالصبر، والجهل بالحلم، والإساءة بالعفو. (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، الحميم الصديق، أي إذا فعلت ذلك صار ‏عدوك كالصديق القريب في محبته.

وتفسير الآية وبيانها: أن لا تساوي بين الفعلة الحسنة التي يرضى الله بها ويثيب عليها، ‏وبين الفعلة السيئة التي يكرهها الله ويعاقب عليها، والمداراة من الحسنة، والغلظة من ‏السيئة، فادفع -أيها المسلم- من أساء إليك بالإحسان إليه من الكلام الطيب، ومقابلة ‏الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، والغضب بالصبر، والإغضاء عن الهفوات، ‏واحتمال المكروهات.

قال عمر -رضي الله عنه-: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن ‏تطيع الله فيه.

ثم أبان الله تعالى نتيجة الإحسان وأثره البعيد فقال: (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، أي: إنك إن فعلت ذلك فقابلت الإساءة بالإحسان، صار ‏العدو كالصديق، وما أحسن هذه النتيجة أن يتحول الناس الأعداء أو الحساد إلى ‏أصدقاء، أو كالأقارب يستعان بهم عند المحنة، بسبب الشفقة والإحسان. ‏

قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: أمر الله المؤمنين ‌بالصبر ‌عند ‌الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.‏ اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات