السؤال
وجدت هذا الحديث في إحدى المنتديات وأريد معرفة مدى صحته (خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر ألف سنة . فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين ) وإذا كان به خطأ فأرجو التصحيح.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف فيما اطلعنا عليه من المصادر على أصل للحديث المذكور بل إن علامة الوضع عليه ظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم قد أخبرنا أن الملائكة خلقت من نور، وأن الجن خلقوا من نار، وأن آدم خلق مما وصف لنا، وهو: التراب، كما في صحيح مسلم. قال الله تعالى: كمثل آدم خلقه من تراب {آل عمران: 59}.
ولذلك فالأنبياء جميعا بما فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضوان الله عليهم جميعا بما فيهم علي رضي الله عنه بشر خلقوا مما خلق منه البشر؛ كما تواترت بذلك نصوص الوحي.
والحديث المذكور يخالف هذه النصوص، ومن أمارات الحديث الموضوع مخالفته للنصوص القطعية، كما قال ابن الجوزي: ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع.
للمزيد انظر الفتويين:9650، 7389، وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم .