السؤال
ما معنى الآيتين رقم 143 و 144 من سورة الأنعام.
و جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد كان بعض المشركين في الجاهلية يحرم بعض الأشياء من غير أن يكون عندهم في ذلك شيء يستندون إليه بل بمجرد أهوائهم، فكانوا يتركون بعض الأنعام لا تؤكل ولا تستخدم ولا يعرض لها، كما كانوا يحرمون بعض أجنة الأنعام ومنافعها على النساء كما جاء مبينا في قوله تعالى في سورة الأتعام: وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء {الآية:139}: فبين الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين الكريمتين وغيرهما كذبهم وبطلان ما ذهبوا إليه، والمراد بقوله تعالى: ثمانية أزواج. إلى آخر الآيتين كما ذكر المفسرون أي ثمانية أصناف هي الجمل والناقة والثور والبقرة والكبش والنعجة والتيس والعنز، قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره هاتين الآيتين: قال العوفي عن ابن عباس: قوله: ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين. يقول لم أحرم شيئا من ذلك، أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين يعني هل يشتمل الرحم إلا على ذكر أو أنثى، فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا ؟ نبئوني بعلم إن كنتم صادقين، يقول تعالى كله حلال، وقوله تعالى: أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا تهكم بهم فيما ابتدعوه وافتروه على الله من تحريم ما حرموه من ذلك فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم أي لا أحد أظلم منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. انتهى. وقال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: ثمانية أزواج ثمانية منصوب بفعل مضمر، أي وأنشأ ثمانية أزواج، عن الكسائي. وقال الأخفش سعيد: هو منصوب على البدل من حمولة وفرشا. إلى أن قال.. ونزلت الآية في مالك بن عوف وأصحابه حيث قالوا: ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا فنبه الله عز وجل نبيه والمؤمنين بهذه الآية على ما أحله لهم، لئلا يكونوا بمنزلة من حرم ما أحله الله تعالى. والزوج خلاف الفرد، يقال: زوج أو فرد، وكل فرد عند العرب يحتاج إلى آخر يسمى زوجا، فيقال للذكر زوج وللأنثى زوج. ويقع لفظ الزوج للواحد وللإثنين، يقال هما زوجان، وهما زوج. انتهى بحذف. والله أعلم.