السؤال
عند ذهابي إلى المسجد يتخلل مسلكي المعتاد المرور على طريق سيارة تمر فيه السيارات بسرعة 90-110 كلم بالساعة وهو ما يجعله خطرا، يوجد بجانبه ممر للمشاة حيث يصعد المارون ويقطعون الطريق فوقه بواسطة ممر علوي آمن بإذن الله، سؤالي هو: هل عندما أترك الممر العلوي وأقطع الطريق بين السيارات أكون آثما بأن ألقيت بنفسي إلى التهلكة وعرضت سائقي السيارات إلى فقدان التركيز مما قد ينجر عنه حوادث أليمة، وهل يجوز لكبار السن وكل من لا يستطيع صعود الدرج أو يخشى أن تفوته تكبيرة الإحرام أن يمر بين السيارات السريعة، وهل عندما أمر من الأسفل أي بين السيارات وتصدمني سيارة وأموت هل أكون قد قتلت نفسي أي منتحرا؟ أسأل الله لكم التوفيق في الإجابة.. بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم أن يعرض نفسه أو غيره للخطر أو الضرر، ولا شك أن ترك الطريق أو الجسر المخصص للمشاة واستبداله بقطع الطريق السريع المخصص للسيارات فيه خطر على النفس والمال، ومن الكليات الأساسية في الإسلام حفظ النفس والمال بعد حفظ الدين، ولذلك لا يجوز لك ترك الممر العلوي إذا كان في قطع الطريق خطر... لما ذكرنا، وأما كبار السن ومن يشق عليهم صعود الدرج ومن لا يستطيعون الصعود فإنه لا يجوز لهم قطع الطريق السريع، وعليهم أن يذهبوا إلى مسجد آخر أو يسلكوا طريقا أخرى ولا يعرضوا حياتهم وحياة غيرهم للخطر، وإذا لم يتيسر فهم معذورون في ترك الجماعة، وعلى العموم فإذا كان في المرور على الجسر مشقة فإن حضور الجماعة يسقط بالمشقة والحرج.
ولا شك أن حضور الصلاة في المسجد مع الجماعة له فضل عظيم وفيه خير كثير، وقد رجح المحققون من أهل العلم وجوب الجماعة على من لم يكن له عذر من الرجال، وقد سبق بيان ذلك وأدلته والأعذار التي تبيح التخلف عنها في عدة فتاوى فانظر منها الفتوى رقم: 1798، والفتوى رقم: 28559، والفتوى رقم: 5153 نرجو أن تطلع عليها.
والله أعلم.