السؤال
شاع في الأونة الأخيرة شاتات تتخذ من الإسلام اسما لها.. تسمح للمشاركين بوضع محاضرات والاستماع للقرآن.. يحدث فيها تجاوزات بين الجنسين وقد يحدث بينهم أحاديث على الخاص لا يعلمها إلا الله... الإنصات للقرآن معدوم لكثرة الردود بين المشاركين أحيانا تكون ضحكات والله المستعان... سؤالي بارك الله فيكم عن الحكم الشرعي في هذه الشاتات قبل أن يستفحل انتشارها! وكلمة إلى أصحابها والقائمين عليها.. بعضهم من التائبين الجدد (والله حسيبهم) الذين يرغبون بفتح أبواب للخير؟ وفقكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائلة الكريمة على اهتمامها وغيرتها على دينها ونصحها لعامة المسلمين، ولتعلمي أنه لا يجوز وضع المحاضرات الدينية والأحاديث النبوية وأحرى القرآن الكريم في مثل هذه الأجواء التي وصفت لما في ذلك من عدم تعظيم حرمات الله ومن اتخاذ آياته هزوا، ويجب على المسلم أن ينكر على من يفعل ذلك وينسحب من المحادثة إذا كان مشاركا فيها، فقد قال الله عز وجل: ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به {البقرة:231}، وقال تعالى: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا {النساء:140}، وقال تعالى: وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا {الأنعام:70}.
ولذلك فننصح هؤلاء جميعا بتقوى الله تعالى وخاصة التائبين الذي خصهم الله تعالى بالذكر والمحبة ووعدهم بالفلاح... فقال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين {البقرة:222}، وقال تعالى: وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون {النور:31}، وليعلموا أن القرآن الكريم نزل للعمل به والتفهم والموعظة والاستماع لتلاوته، كما قال تعالى: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون {الأعراف:204}، نسأل الله تعالى أن يصلح الجميع، وقد بينا حكم المحادثة بين الجنسين في غرف الدردشة ومخاطره وأنه لا يجوز، وذلك في عدة فتاوى نرجو أن تطلعي على بعضها تحت الأرقام التالية: 8768، 20415.
والله أعلم.