التطفيف في الوزن غش وخداع

0 273

السؤال

والدي تاجر حبوب، يكسب حلالا والحمد لله، ولكن أريد أن أستشيركم في شيء اعتاد عليه:
أبى رأى أن معظم تجار الذرة يبيعون الذرة بسعر ما تأتي به أو أكثر قليلا، فمثلا: شيكارة الذرة تأتي بـ 65 جنيها، والتجار حوله يبيعونها كذلك أو بـ 66 جنيها، علما بأن سعرها معروف غالبا للناس، ولو بيعت بسعر ما يبيع به التجار، فربما لم نربح، علما بأن أبي يدفع إيجار محل وكهرباء وغيره، والتجار الذين يبيعون بهذا السعر يطلبون بضاعتهم ناقصة الوزن، بمعنى: أنهم يطلبون من الشركة التي يشترون منها أن يجعلوا وزنها 45 كجم مثلا مع أن الشيكارة مكتوب عليها (الوزن: 50 كجم).
وكذلك أبي فعل، فطلب من الشركة التي يشتري منها أن تجعل وزن الشيكارة 48 كجم، مع العلم أنه مكتوب عليها (الوزن: 50 كجم)، وبالتالي تزيد شيكارة على كل طن. فقلت لأبي: إن هذا غش، فقال: لي ليس بغش. فهل هذا غش؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يفعله أبوك من جعل وزن الشيكارة 48 كجم، وهي مكتوب عليها: 50 كجم، يعتبر غشا وتطفيفا في الكيل، ولا يجوز.

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما. رواه البخاري ومسلم.

فالصدق في البيع واجب، وسبب في الخير والبركة، والكذب والغش حرام، وسبب في محق البركة.

وما ذكرته عن أبيك يعتبر كذبا وغشا في البيع، وهو أيضا داخل في التطفيف الذي توعد المولى عز وجل فاعليه في قوله: ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون {المطففين:1-3}.

فالواجب النصح لعباد الله، والصدق في التجارة والمعاملة، وتجنب الخداع والغش والتطفيف، ولا يبرر فعل أبيك هذا ما ذكرته من فعل التجار.

مع العلم بأن المشترين ليسوا أغبياء، فإذا عرفوا أن محتوى الأوعية هو أقل من المكتوب عليها، فإنهم سوف يتجنبونها في المستقبل ويبحثون عن أوعية كاملة ولو كانت بسعر أكثر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة