السؤال
كيف تفسرون قول النبي لأم المؤمنين عائشة بعد وقوع حادثة الإفك قال لها: (فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه)، أيعني هذا أن النبي شك للحظة من اللحظات في طهر وشرف ونزاهة ونقاء أم المؤمنين عائشة وأنها كان من الممكن أن تأتي بمثل ذلك، فالقارئ ربما يتبادر لذهنه هذا المعنى، ثم هل كان من الذين خاضوا في حادثة الإفك حسان بن ثابت وحمنة بنت جحش، ومن هي حمنة أهي أخت أم المؤمنين زينب وهل جلدوا 80 جلدة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
يجب اعتقاد براءة عائشة مما اتهمت به، ومن اتهمها بعد نزول الوحي ببراءتها كفر لتكذيبه للقرآن الذي برأها، ولا يبعد أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم تأثر مما يقول الناس فطرأ له الشك فيها، ولكن الوحي نزل فيه الحكم الجازم القاطع ببراءتها، وكان حسان وحمنة أخت زينب ممن خاض في ذلك وأقيم عليهما حد القذف.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب على جميع المسلمين اعتقاد براءة عائشة رضي الله عنها مما اتهمت به إيمانا منهم بمقتضى ما في كتاب الله من براءتها، وقد ذكر النووي في شرح مسلم: أن من اتهمها كفر لمخالفته القرآن.
وأما كون النبي صلى الله عليه وسلم تأثر مما يحكى في بعض الأحيان فإنه لا يبعد، لأنه صلى الله عليه وسلم بشر من البشر قد يتأثر مما يسمع، كما في حديث مسلم أنه قال: إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له عن نحو ما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه إنما أقطع له قطعة من نار.
وأما حسان وحمنة فقد كانا ممن خاض في الأمر، وقد جلدا كما نصت عليه عائشة، فقد روى مسلم عنها أنها قالت: وكان الذين تكلموا به مسطح وحمنة وحسان... وروى أبو داود عنها بسند حسنه الألباني أنها قالت: لما نزل عذري قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن، فلما نزل من المنبر أمر بالرجلين والمرأة فضربوا حدهم.
وحمنة المذكورة أخت زينب رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، كما نصت عليه عائشة في حديث البخاري، وراجع الفتوى رقم: 30182، والفتوى رقم: 43062.
والله أعلم.