ضيق الصدرعند تلاوة القرآن.. أسبابه.. وعلاجه

0 505

السؤال

شيخنا الجليل نسال الله أن يجزيك خير الجزاء على ما تقدمه للإسلام والمسلمين وبعد
أنا يا شيخ عندي مشكلة هي أنني لا أشعر بالراحة وأنا أقرأ القران أو أستمع إليه مع أنني أحب قراءة القرآن وأصلي ولله الحمد ولكن أشعر بضيق في الصدر وأن أنفاسي تتصاعد في كثير من الأحيان ولكن تأتي علي أوقات أقرأ من غير ضيق فأنا كلما تذكرت ضيق الأنفاس تذكرت الآية الكريمة
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) (الأنعام:125)
وأخاف من أن أكون ممن شملتهم هذه الآية أفتني أفادك الله.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

ضيق الصدر كثيرا عند تلاوة القرآن قد يكون من تأثير القرين الجني أو غيره من الجان، وعلاجه يكون بالإكثار من تلاوة القرآن والتحصن بالأذكار الشرعية كأذكار الصباح والمساء والدخول والخروج ونحوها.

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على محبة تلاوة القرآن والصلاة فهذه نعمة من الله تعالى فاحمده عليها، والشعور بضيق الصدر كثيرا عند تلاوة القرآن قد يكون من القرين الجني أو غيره من الجان لأنهم يتأذون بتلاوة القرآن، فجاهد نفسك على الإكثار من تلاوة القرآن مع التحصن بالأذكار الشرعية من أذكار الصباح والمساء والدخول والخروج ونحو ذلك. وراجع الفتوى رقم: 68405.

أما الآية التي ذكرتها فلا تشملك إن شاء الله تعالى فإنما هي فيمن ضاق صدره عن الإيمان وكان من الضالين عن الهداية.

قال السعدي في تفسيره مبينا لمعناها: يقول تعالى -مبينا لعباده علامة سعادة العبد وهدايته، وعلامة شقاوته وضلاله: إن من انشرح صدره للإسلام، أي: اتسع وانفسح، فاستنار بنور الإيمان، وحيي بضوء اليقين، فاطمأنت بذلك نفسه، وأحب الخير، وطوعت له نفسه فعله، متلذذا به غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله قد هداه، ومن عليه بالتوفيق، وسلوك أقوم الطريق.

وأن علامة من يرد الله أن يضله، أن يجعل صدره ضيقا حرجا. أي: في غاية الضيق عن الإيمان والعلم واليقين، قد انغمس قلبه في الشبهات والشهوات، فلا يصل إليه خير، لا ينشرح قلبه لفعل الخير كأنه من ضيقه وشدته يكاد يصعد في السماء، أي: كأنه يكلف الصعود إلى السماء، الذي لا حيلة له فيه.

وهذا سببه عدم إيمانهم، هو الذي أوجب أن يجعل الله الرجس عليهم، لأنهم سدوا على أنفسهم باب الرحمة والإحسان، وهذا ميزان لا يعول، وطريق لا يتغير، فإن من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، يسره الله لليسرى، ومن بخل واستغنى وكذب بالحسنى، فسييسره للعسرى. انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة