عبارات التسخط من المريض هل يحاسب عليها

0 271

السؤال

كانت أمي مريضة بالسرطان وكانت في آخر أيامها تتألم بشدة حتى إنها كانت تقول بعض الكلمات التي أخشى أن تحاسب عليها مثل: يا رب بقى فين الرحمة وما إلى ذلك فهل تحاسب على ذلك؟ وهل في مقدوري فعل شيء من أجلها ككفارة مثلا إن كانت توجد، وأيضا لظروفها الصحية لا تصلي لأنها كانت غير قادرة على النظافة التي تتطلبها الصلاة فهي كانت لا تقوى على القيام من مكانها وكانت لا تنام أبدا إلا وهي منكبة على وجهها وهي جالسة، وأسألكم الدعاء لها بالرحمة والمغفرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدتك، ثم إذا كانت الألفاظ الدالة على التسخط والضجر تصدر منها وهي فاقدة للعقل بسبب شدة المرض فلا حرج عليها لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق، قال أبو بكر في حديثه: وعن المبتلى حتى يبرأ. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألبانى .

وإن كانت تلك العبارة المشتملة على شكوى وضجر وتسخط على قدر الله قد صدرت منها وهي تتمتع بعقلها فهذا حرام ولكنها قد أفضت إلى ما قدمت فنسأل الله أن يغفر لها، ولا توجد كفارة معينة لمثل هذا الأمر، لكن الميت يصل إليه ثواب الصدقة والدعاء، واختلف أهل العلم في وصول ما سوى ذلك، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 69795.

وبخصوص الصلاة فلا تسقط عنها ما دامت تتمتع بعقلها فإن عجزت عن تطهير ثيابها وبدنها فليقم غيرها بمساعدتها في ذلك، وإن ثبت عجزها عن الوضوء انتقلت للتيمم، وإن عجزت عن الصلاة قائمة صلت قاعدة فإن عجزت صلت مضطجعة، وإن لم تقدر إلا على الإشارة بطرف الأصبع أو العين وجب عليها ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 57599.

وليست هناك كفارة معينة لتركها للصلاة ولا يشرع قضاؤها عنها، بل أكثري من الاستغفار لها والصدقة عنها وراجعي الفتوى رقم: 24558.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات