السؤال
قال أحد المشايخ إن الفاتيكان يخفي كتبا كتبت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لو أظهرت الآن لدخل كثير من الكفار الإسلام، فما مدى صحة هذا الكلام، أنا شخصيا أرى أن هذا الكلام غير صحيح لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {ولو علم الله ف۪يهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون}؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
لا يمكن الجزم بإثبات هذا الأمر أو نفيه حاليا إلا بعد الاطلاع على ما عند الفاتيكان، لكن القرآن ذكر كتمان أهل الكتاب للحق، وذكر كثير من أهل العلم وجود البشارة بالرسول صلى الله عليه وسلم في عدة من الأناجيل، ومن المعلوم أن قادة النصارى لا يدرسونها لأتباعهم، وأما الآية فإنما في حرمان المعرض عن الهدى، وأما الباحث عن الحق أو الساذج فلا تعنيه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يصعب الجزم بتصديق شيء ما أو تكذيبه، ما دام المنفي أو المثبت غير محدد ومادمنا لم نطلع على ذخائر الفاتيكان وجميع كتبهم، ولكن القرآن أثبت كتمان أهل الكتاب للحق، ثم أن كثير من أهل العلم ذكروا أن البشارة بالرسول صلى الله عليه وسلم موجودة في الأناجيل مع تحريفها، والمظنون أن العقلاء لو اطلعوا على ذلك لآمنوا أن كانوا مؤمنين بما في الإنجيل فعلا، وراجع في بعض نصوص تلك الأناجيل وفي بعض كلام أهل العلم في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 62105، 77017، 58961، 74263.
وأما الآية الكريمة فإنها لا تعارض إيمان بعض العقلاء لو اطلعوا على بشارات الإنجيل بالرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا باحثين عن الحق، لأن الآية إنما وردت فيمن علم الله فيهم عدم قابلية الهدى بسبب إعراضهم فلو علم فيهم الخير وهو قابلية الهدى لأسمعهم سماع تفهم، ولكنهم ليس فيهم قابلية الهدى بسبب إعراضهم فعاقبهم الله بحرمانهم وصرفهم عن الحق فهم كمن قال الله فيهم: وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون {التوبة:127}، وراجع شفاء العليل لابن القيم، والاستقامة لشيخ الإسلام، وتفسير ابن كثير والألوسي وابن عاشور.
والله أعلم.