السؤال
ورد في ذكر القرآن الكريم عن الشجرة الملعونة في القرآن : (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا) وهي على حد علمي أنها شجرة الزقوم فلماذا لعنت في القران لأنه على حسب علمي لا يلعن الله شيئا إلا لسبب معين وكبير وقد قرأت جميع التفسيرات الموجودة بخصوص هذه الآية ولكن المعلومات ما زالت غامضة ... أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تكلم المفسرون على المسألة فقال البيضاوي: ولعنها في القرآن لعن طاعميها وصفت به على المجاز للمبالغة، أو وصفها بأنها في أصل الجحيم فإنه أبعد مكان من الرحمة أو بأنها مكروهة مؤذية من قولهم طعام ملعون لما كان ضارا. قال جمهور المفسرين: وهي شجرة الزقوم، والمراد بلعنها لعن آكلها؛ كما قال سبحانه: إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم {الدخان: 43-44} وقال الزجاج: إن العرب تقول لكل طعام مكروه ملعون. اهـ
وقال الشنقيطي في الأضواء: وإنما وصف الشجرة باللعن لأنها في أصل النار، وأصل النار بعيد من رحمة الله، واللعن الإبعاد عن رحمة الله، أو لخبث صفاتها التي وصفت بها في القرآن أو للعن الذين يطعمونها. والعلم عند الله تعالى.
وقال ابن عاشور: والملعونة أي المذمومة في القرآن في قوله: طعام الأثيم، وقوله: طلعها كأنه رءوس الشياطين {الصافات: 65} وقوله: كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم {الدخان: 45-46} وقيل معنى الملعونة أنها موضوعة في مكان اللعنة وهي الإبعاد من الرحمة لأنها مخلوقة في موضع العذاب. وفي الكشاف: قيل تقول العرب لكل طعام ضار ملعون.
والله أعلم.