صفحة جزء
2 - كيفية صلاة الخوف إذا كان العدو وجاه القبلة في صحراء لا يوازيهم شيء في قلة منهم، وكثرة من المسلمين

6752 - أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر بن داسة، حدثنا أبو داود قال: حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي عياش الزرقي قال: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر فقال المشركون: لقد أصبنا غرة، لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة، فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة، والمشركون أمامه، فصف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صف، وصف بعد ذلك الصف صف آخر، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعا ثم سجد وسجد الصف الذين يلونه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء الساجدون وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين ، [ ص: 29 ] وتقدم الصف الأخير إلى مقام الصف الأول، ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركعوا جميعا، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصف الذي يليه سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعا، فسلم عليهم جميعا، فصلاها بعسفان، وصلاها يوم بني سليم".

6753 - قال أحمد: هذا إسناد صحيح، وقد رواه الشافعي في رواية الربيع، عن الثقة، عن منصور بن المعتمر، إلا أن بعض أهل العلم بالحديث يشك في حديث مجاهد عن أبي عياش.

6754 - وقد أخبرنا أبو حازم الحافظ قال: أخبرنا أبو أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو العباس الثقفي قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: حدثنا أبو عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فذكره وبين فيه سماع مجاهد عن ابن أبي عياش.

6755 - وقد رواه جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم واحتج به الشافعي.

6756 - وهو فيما أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأصحابه الظهر بنخل، فهم به المشركون، ثم قالوا: دعوهم فإن لهم صلاة بعد هذه أحب إليهم من أبنائهم قال: فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فصلى بأصحابه العصر فصفهم صفين، رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديهم، والعدو [ ص: 30 ] بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبروا جميعا وركعوا جميعا، ثم سجد الذين يلونه، والآخرون قيام، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الآخرون، ثم تقدم هؤلاء، وتأخر هؤلاء، فكبروا جميعا، وركعوا جميعا، ثم سجد الذين يلونهم والآخرون قيام، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الآخرون " هذا إسناد صحيح، وقد استشهد به البخاري، وأخرجه مسلم من حديث زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، وفيه من الزيادة قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة - ولم يقل بنخل - وقال في آخره - فلما سجد الصف الثاني ثم جلسوا جميعا سلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

6757 - قال أبو الزبير: ثم خص جابر أن قال: كما يصلي أمراؤكم هؤلاء. وأخرجه أيضا من حديث عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر.

6758 - ورواه الشافعي في رواية الربيع، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: صلاة الخوف نحو مما يصنع أمراؤكم - "يعني والله أعلم - هكذا".

[ ص: 31 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية