ويرد أيضا على عكسه اجتهاد الرسول - عليه السلام ، فإنه غير فقيه ، لما عرفت في تعريف الفقه .
وخروج اجتهاد من لم يكن مجتهدا في الجميع إن قلنا بتجزؤ الاجتهاد ; لأنه لا يكون فقيها على ذلك التقدير .
ويمكن أن يجاب عن الطرد بأن استفراغ المتكلم في توحيده ، والأصولي في كون الكتاب حجة ، ليس لتحصيل ظن بحكم [ ص: 290 ] شرعي ; لأن المراد بالحكم الشرعي : خطاب الله - تعالى - المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير ، والتوحيد وكون الكتاب حجة ليسا كذلك .
وعلى تقدير عدم تجزؤ الاجتهاد لا يلزم أن لا يكون استفراغ الفقيه في بعض الأحكام دون بعض اجتهادا ; لأن عدم تجزؤ الاجتهاد وشرط صحة الاجتهاد لا داخل في ماهيته ، وهذا التعريف لماهية الاجتهاد .
وعن العكس بأنا لا نسلم خروج اجتهاد من لم يكن مجتهدا في الجميع إن قلنا بتجزؤ الاجتهاد .