واحتج المصنف عليه بالدلائل السمعية الدالة على امتناع إجماعهم على الخطأ والضلال .
واعترض على هذا بأن الأدلة السمعية دالة على امتناع إجماع الأمة على الخطأ . والارتداد يخرجهم عن كونهم أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ; لأنهم إذا ارتدوا لم يكونوا مؤمنين بمحمد - عليه السلام - ، فلم يكونوا من أمته ، فلم يتناولهم الأدلة السمعية .
أجاب عنه بأنه يصدق بعد ارتدادهم أن أمة محمد - عليه السلام - قد ارتدت ، وهو أعظم الخطأ ، فيمتنع للأدلة السمعية .
[ ص: 612 ] وقيل عليه : إن إطلاق أمة محمد - عليه السلام - بالمجاز . والأمة المذكورة في الأدلة السمعية لم تتناول إلا من هو من الأمة حقيقة ، فاندفع الجواب .
ويمكن أن يجاب عنه بأن ارتدادهم الذي هو أعظم الخطأ ، هو الموجب لسلب اسم الأمة عنهم حقيقة ، فزوال اسم الأمة عنهم بعد الارتداد بالذات ; لأن المعلول متأخر عن العلة بالذات . فعند حصول ارتدادهم صدق عليهم اسم الأمة حقيقة ، فتتناولهم الأدلة السمعية .