والأول - وهو ما علم صدقه - إما ضروري أو غير ضروري . والضروري إما ضروري بنفس الخبر بتكرر الخبر من غير نظر ، كالمتواتر . أو ضروري بغير نفس الخبر ، بل لكونه موافقا للضروري .
ونعني بالموافق للضروري ما يكون متعلقه معلوما لكل أحد من غير كسب وتكرز .
وغير الضروري إما نظري كخبر الله تعالى وخبر الرسول والإجماع . فإن كل واحد منهما علم صدقه بالنظر والاستدلال .
وإما موافق للنظر - وهو الخبر الذي علم متعلقه بالنظر - كقولنا : العالم حادث .
والثاني - وهو ما علم كذبه - هو الخبر المخالف لما علم صدقه [ ص: 638 ] بأحد الاعتبارات المذكورة ، كقولنا : الكل ليس بأعظم من الجزء .
والثالث - وهو ما لا يعلم صدقه ولا كذبه - قد يظن صدقه ، كخبر العدل ; لرجحان صدقه على كذبه . وقد يظن كذبه كخبر الكذاب ; لرجحان كذبه على صدقه . وقد لا يظن صدقه ولا كذبه ، بل يشك في صدقه وكذبه ، كخبر مجهول الحال .