أنفق المال قبل إنفاقك العمـ ـر ففي الدهر ريبه ومنونه قلما ينفع الثراء بخيلا
غلقت في الثرى المهيل رهونه لو نجا من حمامه جاعل الما
ل معاذا له نجا قارونه [ ص: 329 ] خازنو المال ساجنوه وما كا
ن يسعى لساجن مسجونه
سبق الناس إليها صفقة لم يعد رائدها عنها بغبن
هزة للجود صارت نشوة لم يكدر عندها العرف بمن
طلبوا الشاء فوافى سابقا جزع غبر في وجه المشن
أبو بكر حبا في الله مالا وأعتق في محبته بلالا
وقد واسى النبي بكل فضل وأسرع في إجابته بلا : لا
لو أن البحر يقصده ببعض لما ترك الإله به بلالا
إن كان حب عتيق عقد النواصب فإنني ناصبي من نسل ناصبي
من كان خير رفيق لخير صاحب كفها له ومعينا على النوائب
له الأمانة بالنص غير غاصب أتشبه سترا بنسج العناكب
وللسكينة فيه أعلى المناقب مناقب هن كالأنجم الثواقب
عاد به روض العلى منضرا من بعد ما كان العلى قد اضمحل
سائل به يوم بني حنيفة والبيض في بيض الرؤوس تنتضل
وليس إلا السيف قاض في الوغى ولا رسول غير أطراف الأسل
كم خلل رم ولولا عزمه ما رم في الإسلام هذاك الخلل
[ ص: 330 ] وكم له من نائل يسير ما بين الأنام ذكره سير مثل
سكينة الله عليه أنزلت وفضله في سورة الفتح نزل
أقسم بالله يمينا صادقا لو فاضل الأملاك بالصدق فضل
لم يسمحوا بزمام أمرهم له حتى رأوه لكل خير جامعا
لم يرهبوه ولا اتقوه مخافة جيشا أطل ولا حساما قاطعا
كلا ولا خافوا بوائق بأسه إن خالفوه ولا رأوه مخادعا
لكنهم علموا شريف محله عند الرسول تقى وقدرا بارعا
ورأوا نظام الدين عن آرائه مستحكما وسنى الشريعة طالعا
أردى حنيفة واليمامة إذ طغت فأعاد مأنوس الديار بلاقعا
يممت همته قصوى الورى فجرى جري جواد لجواد
يجد المتلف من أمواله واقعا منه وقوع المستفاد
فهو لا يفتر من سح الندى ببنان سبطات لا جعاد
غير لاه باللها بل عالما أن بذل العرف من خير عتاد
مستزيدا من فعال جمة ليس فيها لامرئ من مستزاد
كل ذخر لمعاش عنده مقتنى من فضل زاد لمعاد
سالكا في كل فج وحده حين لا يوحشه طول انفراد
وكذاك البدر يسري في الدجى وله من نفسه نور وهاد
حبب الفقر إليه أنه سؤدد وهو بذاك الفقر يغنى
وشريف القوم من يبقي لهم شرف الذكر وخلى المال يفنى
ما اطمأن الوفر في بحبوحة فرأيت المجد فيها مطمئنا
تهدم الأموال من أساسها أبدال ما دامت العلياء تبنى
وخير ما يذخر عبد لغد حب أبي بكر الإمام المرتضى
حب إمام أوضح الله به من سبل الإسلام ما كان عفا
لم يعبد اللات ولكن لم يزل معترفا بالله من حين نشا
لأنه كان زميل المصطفى يجري على منهاجه حين جرى
حتى إذا الله اصطفاه مرسلا أجاب بالتصديق لما أن دعا
وما ارتضاه للصلاة دونهم حتى رآه ذروة لا ترتقى
ثم دعوه بعده خليفة عن ملإ منهم وأعطوه الرضا
قال أقيلوني فلست خيركم فأعظموها وأبوا كل الإبا
والله إني لموال حيدرا مثل موالاتي عتيقا ذا السنا
هما إماماي وأمني في غد مما أخاف ورجائي واللجا
وإن دين الرفض كفر موبق فمن صحا من سكرة الرفض نجا
إذا ما شح ذو المال شح الدهر بإيهابه
إذا لم يثمر العود فقطع العود أولى به