قوله : ( وقدر لهم أقدارا ) .
ش : قال تعالى :
وخلق كل شيء فقدره تقديرا ( الفرقان : 2 ) وقال تعالى :
إنا كل شيء خلقناه بقدر ( القمر : 49 ) . وقال تعالى :
وكان أمر الله قدرا مقدورا ( الأحزاب : 38 ) . وقال تعالى :
الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ( الأعلى : 2 - 3 ) . وفي صحيح
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ ص: 127 ] أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964205قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء .
قوله : ( وضرب لهم آجالا ) ش : يعني : أن
الله سبحانه وتعالى قدر آجال الخلائق ، بحيث إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون . قال تعالى :
إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ( يونس : 49 ) . وقال تعالى :
وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ( آل عمران : 145 ) . وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964206قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها : اللهم أمتعني بزوجي رسول الله ، وبأبي أبي سفيان ، وبأخي معاوية ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، قد سألت الله لآجال مضروبة ، وأيام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، لن يعجل شيئا قبل أجله ، ولن يؤخر شيئا عن أجله ، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر - : كان خيرا وأفضل .
فالمقتول ميت بأجله ، فعلم الله تعالى وقدر وقضى أن هذا يموت بسبب المرض ، وهذا بسبب القتل ، وهذا بسبب الهدم ، وهذا بسبب الحرق ، وهذا بالغرق ، إلى غير ذلك من الأسباب . والله سبحانه خلق الموت والحياة ، وخلق سبب الموت والحياة .
[ ص: 128 ] وعند
المعتزلة :
المقتول مقطوع عليه أجله ، ولو لم يقتل لعاش إلى أجله فكأن له أجلان وهذا باطل ، لأنه لا يليق أن ينسب إلى الله تعالى أنه جعل له أجلا يعلم أنه لا يعيش إليه البتة ، أو يجعل أجله أحد الأمرين ، كفعل الجاهل بالعواقب ، ووجوب القصاص والضمان على القاتل ، لارتكابه المنهي عنه ومباشرته السبب المحظور . وعلى هذا يخرج قوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964207صلة الرحم تزيد في العمر أي : سبب طول
[ ص: 129 ] العمر . وقد قدر الله أن هذا يصل رحمه فيعيش بهذا السبب إلى هذه الغاية ، ولولا ذلك السبب لم يصل إلى هذه الغاية ، ولكن قدر هذا السبب وقضاه ، وكذلك قدر أن هذا يقطع رحمه فيعيش إلى كذا ، كما قلنا في القتل وعدمه .