والنبوة مشتملة على علوم وأعمال لا بد أن يتصف الرسول بها ، وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال . فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب ؟ ولا ريب أن المحققين على أن خبر الواحد والاثنين والثلاثة : قد يقترن به من القرائن ما يحصل معه العلم الضروري ، كما يعرف الرجل رضى الرجل وحبه وبغضه وفرحه وحزنه وغير ذلك مما في نفسه ، بأمور تظهرعلى وجهه ، قد لا يمكن التعبير عنها ، كما قال تعالى :
ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ( محمد : 30 ) ثم قال :
ولتعرفنهم في لحن القول .
[ ص: 144 ] وقد قيل : ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه .