لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الثاني )

خالفت المعتزلة فلم تقل بإثبات الحوض مع ثبوته بالسنة الصحيحة الصريحة ، فكل من خالف في إثباته فهو مبتدع ، وأما ثبوته بالقرآن فاحتمال وليس بصريح ، وأما قوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر ) ، ففيه اختلاف هل الحوض أو الخير الكثير أو النهر الذي في الجنة ، ولكن الحوض ثابت بالسنة المتواترة وظاهر الكتاب ، فمنكره زائغ عن الثواب مستحق للطرد والعذاب ، ويكفيه من الخزي والنكال أنه يذاد عنه ويطرد ، ويمنع من الشرب منه ويرد ، وقد أخرج أبو داود عن أبي طالوت قال : شهدت أبا برزة - رضي الله عنه - دخل على عبيد الله بن زياد فحدثني فلان - سماه مسلم - وكان في السماط ، فلما رآه قال : إن محمديكم هذا لدحداح ، ففهمها الشيخ ، فقال : ما كنت أحسب أني أبقى في قوم يعيروني بصحبة محمد - صلى الله عليه وسلم . وقال عبيد الله : إن صحبة محمد لكم زين غير شين .

ثم قال : إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر فيه شيئا ؟ قال أبو برزة - رضي الله عنه - لا مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاثا ، ولا أربعا ، ولا خمسا ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه ، ثم خرج مغضبا
.

التالي السابق


الخدمات العلمية