صفحة جزء
( نتائج مناظرة المبتدعة )

فما جني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ، ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا ، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا ، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا ، وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا ، حتى كثرت بينهم المشاجرة ، وظهرت دعوتهم بالمناظرة ، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة ، حتى تقابلت الشبه في الحجج ، وبلغوا من التدقيق في اللجج ، فصاروا أقرانا وأخدانا ، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا ، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا ، وفي الهجرة في الله أعوانا ، يكفرونهم في وجوههم عيانا ، ويلعنونهم جهارا ، وشتان ما بين المنزلتين ، وهيهات ما بين المقامين .

نسأل الله أن يحفظنا من الفتنة في أدياننا ، وأن يمسكنا بالإسلام والسنة ، ويعصمنا بهما بفضله ورحمته .

التالي السابق


الخدمات العلمية