[ ص: 45 ] [ ص: 46 ] [ ص: 47 ] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا .
ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز ، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، [ ص: 48 ] بل يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه ؛ لأنه سبحانه : لا سمي له ، ولا كفء له ، ولا ند له ، ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى ، فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلا ، وأحسن حديثا من خلقه ، ثم رسله صادقون مصدقون ، بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون .
وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات ، فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون ؛ فإنه الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .