ش قوله : ( يقول تعالى : يا آدم . . ) إلخ ؛ في هذين الحديثين إثبات القول والنداء والتكليم لله عز وجل ، وقد سبق أن بينا مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك ، وأنهم يؤمنون بأن هذه صفات أفعال له سبحانه تابعة لمشيئته وحكمته ، فهو قال ، ويقول ، ونادى ، وينادي ، وكلم ، ويكلم ، وأن قوله ونداءه وتكليمه إنما يكون بحروف وأصوات يسمعها من يناديه ويكلمه ، وفي هذا رد على الأشاعرة في قولهم : إن كلامه قديم ، وإنه بلا حرف ولا صوت .
وقد دل الحديث الثاني على أنه سبحانه سيكلم جميع عباده بلا واسطة ، وهذا تكليم عام ؛ لأنه تكليم محاسبة ، فهو يشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر ، ولا ينافيه قوله تعالى : ولا يكلمهم الله ؛ لأن [ ص: 207 ] المنفي هنا هو التكليم بما يسر المكلم ، وهو تكليم خاص ، ويقابله تكليمه سبحانه لأهل الجنة تكليم محبة ورضوان وإحسان .