( حدثنا
عبد الله بن أبي زياد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17381يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا ابن أخي
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب الزهري )
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب هو
nindex.php?page=showalam&ids=17023محمد بن مسلم ، وابن أخيه
محمد بن عبد الله بن مسلم ( عن عمه ) أي :
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ( قال ) أي : عمه ( قال
أبو سلمة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رآني يعني في النوم ) تفسير من أحد الرواة ( فقد رأى الحق ) أي : الرؤية المتحققة الصحيحة ، أي : الثابتة ، لا أضغاث فيها ، ولا أحلام ، ذكره
الكرماني ، وقال
الطيبي : الحق هنا مصدر مؤكد ، أي : من رآني فقد رآني رؤية الحق ، ويؤيده أنه جاء هكذا في رواية ، وقال
زين العرب : الحق ضد الباطل فيصير مفعولا مطلقا تقديره فقد رأى الرؤية الحق ، وقال
ميرك : قيل الحق مفعول به ، وفيه تأمل ، انتهى .
ولعل وجه التأمل أنه أراد به ضد الباطل ، فلا يصح إلا أن يكون مفعولا مطلقا ، نعم يصح أنه يراد به الحق سبحانه على تقدير مضاف ، أي : رأى مظهر الحق أو مظهره أو من رآني فسيرى الله سبحانه ; لأن
من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فسيراه يقظة في دار السلام ، فليزم منه أنه يرى الله في ذلك المقام ، ولا يبعد أن يكون المعنى : من رآني في المنام فسيرى الله في المنام; فإن رؤيتي له مقدمة أو مبشرة لذلك المرام ، وقال
الحنفي : الحق مفعول به ، أي : الأمر الثابت الذي هو أنا ، فيرجع إلى معنى قوله فقد رآني ، انتهى .
وتبعه
ابن حجر فتدبر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : يحتمل أن يكون المراد به أن من رآه بصورته المعروفة في حياته كانت رؤياه حقا ، ومن رآه بغير صورته كانت رؤيا تأويل ، وأغرب
النووي وتعقبه بأن هذا ضعيف ، بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت على صورته المعروفة أو غيرها ، وأجاب بعض الحفاظ بأن كلام القاضي لا ينافي ذلك ، بل ظاهر كلامه أنه يراه حقيقة في الحالين ، لكن في الأولى لا يحتاج تلك الرؤيا إلى تعبير ، وفي الثانية تحتاج إليه على ما عليه المحققون
كالباقلاني وغيره ممن سبق ذكره في الحديث المتقدم ، فإنهم ألزموا من قال : محل هذا أن الرؤيا توجد في صورته التي كان عليها أنه يلزم من هذا أن من رآه بغير صفته يكون رؤياه أضغاث أحلام ، وهو باطل ; إذ من المعلوم أنه يرى نوما على حالته اللائقة به مخالفة لحالته في الدنيا ، ولو تمكن الشيطان من التمثيل لشيء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله فإن الشيطان لا يتمثل بي على ما سبق ، فالأولى تنزيه رؤياه مطلقا عن ذلك ، فإنه أوفق في الحرمة ، وأليق بالعصمة كما عصم من الشيطان في اليقظة ، فالصحيح أن رؤيته في كل حال ليست باطلة ، ولا أضغاثا ، بل هي حق في نفسها ، وإن رؤي بغير صفته ; إذ تصوير تلك الصورة من قبل الله تعالى ، والله سبحانه أعلم .