فصل
قال : وإنما يستقيم الرجوع إليه إصلاحا بثلاثة أشياء : بالخروج من التبعات ، والتوجع للعثرات ، واستدراك الفائتات .
والخروج من التبعات هو بالتوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الله ، وأداء الحقوق التي عليه للخلق . والتوجع للعثرات يحتمل شيئين :
أحدهما : أن يتوجع لعثرته إذا عثر ، فيتوجع قلبه وينصدع ، وهذا دليل على إنابته إلى الله ، بخلاف من لا يتألم قلبه ، ولا ينصدع من عثرته ، فإنه دليل على فساد قلبه وموته .
الثاني : أن يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر ، حتى كأنه هو الذي عثر بها ولا يشمت به ، فهو دليل على رقة قلبه وإنابته .
واستدراك الفائتات هو استدراك ما فاته من طاعة وقربة بأمثالها ، أو خير منها ولاسيما في بقية عمره ، عند قرب رحيله إلى الله ، فبقية عمر المؤمن لا قيمة لها . يستدرك بها ما فات ، ويحيي بها ما أمات .