فصل
قال الدرجة الثالثة : الصدق في معرفة الصدق . فإن الصدق لا يستقيم - في علم أهل الخصوص - إلا على حرف واحد . وهو أن يتفق رضا الحق بعمل العبد ، أو حاله ، أو وقته ، وإيقان العبد وقصده : بكون العبد راضيا مرضيا . فأعماله إذن مرضية . وأحواله صادقة . وقصوده مستقيمة . وإن كان العبد كسي ثوبا معارا . فأحسن أعماله : ذنب . وأصدق أحواله : زور . وأصفى قصوده : قعود .
يعني أن الصدق المتحقق إنما يحصل لمن صدق في معرفة الصدق . فكأنه قال : لا يحصل حال الصدق إلا بعد معرفة علم الصدق .
ثم عرف
حقيقة الصدق . فقال لا يستقيم الصدق - في علم أهل الخصوص - إلا
[ ص: 271 ] على حرف واحد . وهو أن يتفق رضا الحق بعمل العبد ، أو حاله ، أو وقته ، وإيقانه ، وقصده . وهذا موجب الصدق وفائدته وثمرته .
فالشيخ ذكر الغاية الدالة على الحقيقة التي يعرف انتفاء الحقيقة بانتفائها . وثبوتها بثبوتها .
فإن العبد إذا صدق الله : رضي الله بعمله ، وحاله ويقينه ، وقصده . لا أن رضا الله نفس الصدق . وإنما يعلم الصدق بموافقة رضاه سبحانه . ولكن من أين يعلم العبد رضاه ؟ .
فمن هاهنا كان الصادق مضطرا - أشد الضرورة - إلى متابعة الأمر ، والتسليم للرسول صلى الله عليه وسلم ، في ظاهره وباطنه ، والاقتداء به ، والتعبد بطاعته في كل حركة وسكون ، مع إخلاص القصد لله عز وجل ، فإن الله تعالى لا يرضيه من عبده إلا ذلك . وما عدا هذا فقوت النفس ، ومجرد حظها ، واتباع أهوائها . وإن كان فيه من المجاهدات والرياضيات والخلوات ما كان . فإن الله سبحانه وتعالى أبى أن يقبل من عبده عملا ، أو يرضى به ، حتى يكون على متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، خالصا لوجهه سبحانه .
ومن هاهنا يفارق الصادق أكثر السالكين . بل يستوحش في طريقه . وذلك لقلة سالكها . فإن أكثرهم سائرون على طرق أذواقهم ، وتجريد أنفاسهم لنفوسهم ، ومتابعة رسوم شيوخهم . والصادق في واد . وهؤلاء في واد .
وقوله : فيكون العبد راضيا مرضيا .
لأنه قد رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ،
وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا . فرضي الله به عبدا . وأعماله إذا مرضية لله . وأحواله صادقة مع الله . وقصوده مستقيمة على متابعة أوامر الله عز وجل .
وقوله : وإن كان العبد كسي ثوبا معارا ، فأحسن أعماله : ذنب . وأصدق أحواله : زور . وأصفى قصوده : قعود .
هذا يراد به أمران .
أحدهما : أن يكسى حلية الصادقين . ويلبس ثيابهم على غير قلوبهم وأرواحهم . فثوب الصدق عارية له ، لا ملك له . فهو كالمتشبع بما لم يعط . فإنه كلابس ثوبي زور . فهذا أحسن أعماله : ذنب يعاقب عليه . كما يعاقب المقتول في الجهاد ، والقارئ القرآن المتنسك ، والمتصدق ، ويكونون أول من تسعر بهم النار يوم القيامة . لما لبسوا ثياب الصادقين على قلوب المرائين .
[ ص: 272 ] هذا معنى صحيح . ما أظن الشيخ قصده .
وإنما أظنه قصد معنى آخر . وهو أنه متى تيقن العبد : أن وجوده ثوب معار ، ليس منه ، ولا له . وإنما إيجاده وصفاته ، وإرادته ، وقدرته ، وأعماله : عارية من الفعال وحده . والعبد ليس له من ذاته إلا العدم . فوجوده وحياته : ثوب أعيره . فمتى نظر بعين الحقيقة إلى كسوته : رأى أحسن أعماله ذنوبا في هذا المقام . وأصدق أحواله زورا ، وأصفى قصوده قعودا . فلا يرى لنفسه منه عملا ، ولا حالا ولا قصدا . فإنه ليس له من نفسه إلا الجهل والظلم . فكل ما من النفس : فهو ذنب وزور وقعود . وما كان مرضيا فهو بالله ومن الله ولله . لا بالنفس ، ولا منها ، ولا لها . فإن العبد إذا رأى أنه قد فعل الطاعة : كانت رؤيته لذلك ذنبا . فإنه قد نسب الفعل إليه . والله في الحقيقة هو المنفرد بالفعل .
فعلى هذا لا يتخلص العبد من الذنب قط . فإنه إذا خلص فعله من الرياء ومن كل شيء يفسده : اقترن به آخر . لا يمكنه الخلاص منه . وهو اعتقاده أنه هو الفاعل .
والصواب : أن هذا ليس بذنب ، ولا هو مقدور للعبد ولا مأمور به . والكمال في حقه : أن يشهد الأمر كما هو عليه ، وأنه فاعل حقيقة ، كما أضاف الله إليه الفعل في كتابه كله . والله هو الذي جعله فاعلا . فإذا شهد نفسه فاعلا حقيقة . وشهد فاعليته بالله ، ومن الله . لا من نفسه : فلا ذنب في هذا الشهود ، ولا زور بحمد الله . وهو نظر بمجموع عينيه إلى السبب ، والمسبب ، والشرع ، والقدر ، والخلق ، والأمر ، وأنه متى شهد نفسه عاصيا ، مخالفا ، مذنبا : كان عاصيا بهذا الشهود . لأن الفاعل فيه غيره . وهذا مناف للعبودية أشد منافاة . وهو من سير القوم إلى شهود الحقيقة الكونية ، واعتقادهم : أنه غاية السالكين .
فإن قيل : الشيخ هاهنا ما نطق بلسان الأبرار . وإنما نطق بلسان المقربين . ولا ريب أن حسنات الأبرار سيئات المقربين ولسنا نريد أن شهود فعله ذنب في الشرع ، بل يكون حسنة كما ذكرتم . لكن هو حسنة للبر ، ذنب للمقرب . فإن نصيب البر من السيئة : ما جاء به العلم . ونصيب المقرب : ما جاءت به المعرفة التي هي أخص من العلم .
قيل : هذا أيضا باطل قطعا . فإن المعرفة الصحيحة : مطابقة للحق في نفسه شرعا وقدرا . ومخالف ذلك فمعرفة فاسدة .
والحق في نفس الأمر : نسبة الأفعال إلى الفاعلين قياما ومباشرة ، وصدورا منهم .
[ ص: 273 ] وذلك محل الأمر والنهي ، والثواب والعقاب .
والقدح في ذلك مستلزم لإبطال الشرع والجزاء . فإن الشرع إنما أمر بأفعالنا ونهى عنها . والجزاء إنما ترتب عليها . فشهود أفعالنا كذلك من تمام الإيمان بالشرع والجزاء . ونسبتها إلى الرب تعالى ، قضاء وقدرا ، وخلقا للأسباب التي منها إرادتنا وقدرتنا . فلم يجبرنا عليها ولم يكرهنا . بل خلقها بما أعطانا من القدرة والإرادة ، اللتين هما من أسباب الفعل .
فهذا المشهد يحقق عبودية
إياك نستعين والمشهد الأول : يحقق عبودية
إياك نعبد وهما يحققان مشهدي
فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله وقوله :
لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين .
وما جاء به العلم لا يناقض ما جاءت به المعرفة . بل
المعرفة روح العلم ولبه وكماله . وحقيقتها : العلم الذي أثمر لصاحبه مقصوده . ولسان الأبرار لا يخالف لسان المقربين . إنما يخالف لسان الفجار .
نعم لسان المقربين أعلى منه وأرفع ، على مقتضى أعمالهم وأحوالهم . فنسبته إليه : كنسبة مقام التوكل إلى الرضا ، والرضا إلى الحمد والشكر .
فإن قيل : كلامكم هذا بلسان العلم . ولو تكلمتم بلسان الحال لعلمتم صحة ما ذكرناه . فإن صاحب الحال صاحب شهود . وصاحب العلم صاحب غيبة . والشاهد يرى ما لا يرى الغائب . ونحن نشير إليكم إشارة حالية علمية . تنزلا من الحال إلى العلم .
فنقول : الحال تأثر عن نور من أنوار الأحدية والفردانية . يستر العبد عن نفسه ، ويبدي ظهور مشهوده . ولا ريب أن في هذا الحال قد يعتقد أن الشاهد هو المشهود . حتى قال
أبو يزيد في مثل هذا الحال : سبحاني سبحاني ، وما في الجبة إلا الله . ولا شك أن هذا الاعتقاد زور . وأن سببه نور من أنوار الأحدية ، وصاحبه معذور . ما دام مستورا عن نفسه بوارده . فإذا رد إلى رسمه وعقله وحسه : حال ذلك الحال وزال ، وعلم صاحبه أنه كان زورا . حيث ظن أن الشاهد هو المشهود .
فإن أنكرتم ذلك فلا كلام معكم . وإن اعترفتم به حصل المقصود .
[ ص: 274 ] فهذا معنى كون أصدق أحوال الصادق : زورا . وإذا عرف هذا في الحال : عرف مثله في كون أحسن أعماله : ذنبا . فإنه - لصدقه في الطلب ، وبذله الجهد في العمل ، واستفراغه الوسع فيه - يغيب بذلك عن شهود الحقيقة الكونية ، وأن المحرك له سواه ، وأنه آلة ومجرى للمشيئة ، وأن نفسه أعجز وأضعف من أن يكون لها ، أو بها ، أو منها فعل ، أو إرادة ، أو حركة . فإذا رجع إلى الحقيقة فشهد منة الله عليه ، وأنه هو المحرك له ، وأن مشيئته هي التي أوجبت سعيه ، رأى أحسن أعماله : ذنبا بهذا الاعتبار .
وأما رؤيته أصفى قصوده قعودا فلأن القاصد إلى الحقيقة متى شهد مقصوده : قعد عن قصده . فإن المقصود المراد : أقرب إلى اللسان من نطقه ، وإلى القلب من قصده . فالقصد إليه : هو عين القعود عن القصد . لأن القصد إنما يكون لبعيد عن القاصد . أما من هو أقرب إلى القاصد من ذاته : فمتى شاهد القاصد الحقيقة : علم أن قصده عين القعود عن قصده . والعبارة تزيد هذا المعنى جفوة . والحوالة فيه على الحال والذوق .
فالجواب أن يقال : من أحالك على الحال فما أنصفك . فإنه أحالك على أمر مشترك بين الحق والباطل . فإن كل من اعتقد شيئا وطلبه طلبا صادقا ، واستفرغ وسعه في الوصول إليه : كان له لا محالة فيه حال ليست لغيره . بحسب صدقه في طلبه ، وجمع همته وقصده عليه . وهذا يكون للأبرار والفجار ، بل لأولياء الله وأعدائه . فيكون الرجل له شهود بمشهوده ، وحال في طلبه ، لا يوجب كونه حقا ولا باطلا . فإن كل من اعتقد عقيدة ، وارتاض وصقل قلبه بأنواع الرياضة . وجزم بما اعتقده : تجلت له صورة معتقده في عالم نفسه . فيظن ذلك كشفا صحيحا . وإن كان صادقا في طلبه وحبه لما اعتقده : كان له فيه حال وتأثير بحسبه . فالحوالة على الحال حوالة مفلس من العلم على غير مليء به .
ومن هاهنا دخل الداخل على أكثر السالكين . وانعكس سيرهم ، حيث أحالوا العلم على الحال . وحكموه عليه .
وسير أولياء الله وعباده الأبرار والمقربين بخلاف هذا . وهو إحالة الحال على العلم ، وتحكيمه عليه وتقديمه ، ووزنه به وقبول حكمه . فإن وافقه العلم ، وإلا كان حالا فاسدا ، منحرفا عن أحوال الصادقين بحسب بعده عن العلم . فالعلم حاكم والحال محكوم عليه . والعلم راع والحال من رعيته . فمن لم يكن هذا أصل بناء سلوكه فسلوكه فاسد . وغايته : الانسلاخ من العلم والدين . كما جرى ذلك لمن جرى له . وبالله المستعان .
ونحن لا ننكر ما ذكرتم - من غيبة الشاهد بمشهوده عن شهوده ، وبمذكوره عن
[ ص: 275 ] ذكره ، وبمعروفه عن معرفته ، وبمحبوبه عن حبه - لكن ننكر كون هذا أكمل حالا من صاحب البقاء والتمييز ، وشهود الحقائق على ما هي عليه . فلا يحتاج أن يشهد حاله زورا . لأنه لم يحصل له ما حصل لصاحب السكر والاصطلام من الزور . فهو أكمل منه حقيقة وشرعا .
وأما الغائب عن الحقيقة الكونية بشهود فعله : فإنه متى صحبه استصحاب عقد التوحيد ، وأن مصدر كل شيء مشيئة الله وحده ، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه لا يتحرك متحرك في ظاهره أو باطنه إلا به سبحانه : فلا تضره الغيبة عن هذا المشهد ، باستغراقه في القصد والطلب والفعل . إذ حكمه جار عليه في هذه الحال . وليس ضيق قلبه عن استحضار ذلك وقت استجماع إرادته وفعله وطلبه - ذنبا . لا للخاصة ولا للعامة . ولا بالنسبة إلى مقامه أيضا . فإن الذنب تعمد مخالفة الأمر . وهذا ليس كذلك . ولا هو مطالب بالغيبة عن شهود الحقيقة ، والفناء فيها عن شهود الفعل وقيامه به ، مع اعتقاد أنه بمشيئة الله وحوله وقوته .
وأما ما ذكرتم من أن مشاهدة القرب تجعل القصد قعودا : فكلام له خبئ . وقد أفصح عنه بعض المغرورين المخدوعين بقوله :
ما بال عينك لا يقر قرارها ؟ وإلام ظلك لا يني متنقلا ؟ فلسوف تعلم أن سيرك لم يكن
إلا إليك إذا بلغت المنزلا
وكأن صاحبه يشير إلى أنه وجود قلبه ولسانه . ووجوده أقرب إليه من إرادته ولطفه . هذا خبئ هذا الكلام . وتعالى الله عن إلحاد هذا وأمثاله وإفكهم علوا كبيرا . بل هو سبحانه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه .
وأما ما ذكرتم من القرب : فإن أردتم عموم قربه إلى كل لسان من نطقه وإلى كل قلب من قصده : فهذا - لو صح - لكان قرب قدرة وعلم وإحاطة ، لا قربا بالذات والوجود . فإنه سبحانه لا يمازج خلقه ، ولا يخالطهم ، ولا يتحد بهم . مع أن هذا المعنى لم يرد عن الله ورسوله ، ولا عن أحد من السلف الأخيار تسميته قربا ، ولم يجئ القرب في القرآن والسنة قط إلا خاصا كما تقدم .
وإن أردتم
القرب الخاص إلى اللسان والقلب : فهذا قرب المحبة ، وقرب الرضا والأنس ، كقرب العبد من ربه وهو ساجد . وهو نوع آخر من القرب . لا مثال له ولا نظير . فإن الروح والقلب يقربان من الله وهو على عرشه ، والروح والقلب في البدن . وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك .
[ ص: 276 ] وهذا القرب لا ينافي القصد والطلب ، بل هو مشروط بالقصد . فيستحيل وجوده بدونه . وكلما كان الطلب والقصد أتم : كان هذا القرب أقوى .
فإن قيل : فكيف تصنعون بقوله تعالى :
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ؟
قيل : هذه الآية فيها قولان للناس .
أحدهما : أنه قربه بعلمه . ولهذا قرنه بعلمه بوسوسة نفس الإنسان . وحبل الوريد حبل العنق ، وهو عرق بين الحلقوم والودجين الذي متى قطع مات صاحبه . وأجزاء القلب وهذا الحبل يحجب بعضها بعضا . وعلم الله بأسرار العبد وما في ضميره لا يحجبه شيء .
والقول الثاني : أنه قربه من العبد بملائكته الذين يصلون إلى قلبه . فيكون أقرب إليه من ذلك العرق . اختاره شيخنا .
وسمعته يقول : هذا مثل قوله :
نحن نقص عليك أحسن القصص وقوله :
فإذا قرأناه فاتبع قرآنه فإن
جبريل عليه السلام هو الذي قصه عليه بأمر الله . فنسب تعليمه إليه . إذ هو بأمره ، وكذلك
جبريل هو الذي قرأه عليه . كما في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية : فإذا قرأه رسولنا فأنصت لقراءته حتى يقضيها .
قلت : أول الآية يأبى ذلك . فإنه قال
ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه قال : وكذلك خلقه للإنسان إنما هو بالأسباب وتخليق الملائكة .
قلت : وفي صحيح
مسلم من حديث
حذيفة بن أسيد رضي الله عنه في تخليق النطفة
nindex.php?page=hadith&LINKID=980469فيقول الملك الذي يخلقه : يارب ، ذكر أم أنثى ؟ أسوي أم غير سوي ؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك . فهو سبحانه الخالق وحده . ولا ينافي ذلك استعمال الملائكة
[ ص: 277 ] بإذنه ومشيئته وقدرته في التخليق . فإن أفعالهم وتخليقهم خلق له سبحانه . فما ثم خالق على الحقيقة غيره .
والمقصود : أن هذا موضع ضلت فيه أفهام . وزلت فيه أقدام ، واشتبهت فيه معية العلم والقدرة والإحاطة بالقرب . واشتبهت فيه آثار قرب المحبة والرضا والموافقة ، وغلبة ذكره ، ومراقبته بقرب ذاته . واشتبه فيه ما في الذهن بما في الخارج . واشتبه اضمحلال شهود الرسم وانمحاؤه من القلب بعدمه وفنائه . واشتبهت فيه آثار الصفات بحقيقتها ، وأنوار المعرفة بأنوار الذات .
وأصحابه - لتحكيمهم الحال والذوق - لا يلتفتون إلى لسان العلم ، ولا يصغون إليه . وفي هذا كفاية . والله المستعان .