فصل
قال : الدرجة الثانية :
الذكر الخفي وهو الخلاص من القيود والبقاء مع الشهود ولزوم المسامرة .
يريد بالخفي هاهنا : الذكر بمجرد القلب بما يعرض له من الواردات ، وهذا ثمرة الذكر الأول .
ويريد بالخلاص من القيود : التخلص من الغفلة والنسيان والحجب الحائلة بين القلب وبين الرب سبحانه . والبقاء مع الشهود : ملازمة الحضور مع المذكور ومشاهدة القلب له حتى كأنه يراه .
ولزوم المسامرة : هي لزوم مناجاة القلب لربه : تملقا تارة ، وتضرعا تارة ، وثناء تارة ، واستعظاما تارة . وغير ذلك من أنواع المناجاة بالسر والقلب ، وهذا شأن كل محب وحبيبه ، كما قيل :
إذا ما خلونا والرقيب بمجلس فنحن سكوت والهوى يتكلم