صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

وفيها ظفر نصر بن محمد بن الأشعث بعبد الله بن مروان بالشام ، فأخذه ، وقدم به [ ص: 226 ] على المهدي ، فحبسه في المطبق ، وجاء عمرو بن سهلة الأشعري ، فادعى أن عبد الله قتل أباه ، وحاكمه عند عافية القاضي ، فتوجه الحكم على عبد الله .

فجاء عبد العزيز بن مسلم العقيلي إلى القاضي فقال : زعم عمرو بن سهلة أن عبد الله قتل أباه ، وكذب والله ، ما قتل أباه غيري ، أنا قتلته بأمر مروان ، وعبد الله بريء من دمه ، فترك عبد الله ، ولم يعرض المهدي لعبد العزيز ، لأنه قتله بأمر مروان .

وفيها غزا الصائفة ثمامة بن الوليد ، فنزل بدابق .

وجاشت الروم مع ميخائيل في ثمانين ألفا ، فأتى عمق مرعش ، فقتل ، وسبى ، وغنم ، وأتى مرعش فحاصرها ، فقاتلهم ، فقتل من المسلمين عدة كثيرة . وكان عيسى بن علي مرابطا بحصن مرعش فانصرف الروم إلى جيحان ، وبلغ الخبر المهدي ، فعظم عليه ، وتجهز لغزو الروم ، على ما سنذكره سنة اثنتين وستين ومائة ، فلم يكن للمسلمين صائفة من أجل ذلك .

وفيها أمر المهدي ببناء القصور بطريق مكة ، أوسع من القصور التي بناها السفاح من القادسية إلى زبالة ، وأمر باتخاذ المصانع في كل منهل منها ، وبتجديد الأميال والبرك ، وبحفر الركايا ، وولي ذلك يقطين بن موسى ، وأمر بالزيادة في مسجد البصرة ، وتقصير المنابر في البلاد ، وجعلها بمقدار منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليوم .

وفيها أمر المهدي يعقوب بن داود بتوجيه الأمناء في جميع الآفاق ، ففعل فكان لا ينفذ المهدي كتابا إلى عامل فيجوز حتى يكتب يعقوب إلى أمينه بإنفاذ ذلك .

[ ص: 227 ] وفيها غزا الغمر بن العباس في البحر .

وفيها ولي نصر بن محمد بن الأشعث السند ، ثم عزل بعبد الملك بن شهاب ، فبقي عبد الملك ثمانية عشر يوما ثم عزل وأعيد نصر من الطريق .

وفيها استقضى المهدي عافية القاضي مع ابن علاثة بالرصافة .

وفيها عزل الفضل بن صالح عن الجزيرة ، واستعمل عليها عبد الصمد بن علي ، واستعمل عيسى بن لقمان على مصر ، ويزيد بن منصور على سواد الكوفة ، وحسان الشروي على الموصل ، وبسطام بن عمرو التغلبي على أذربيجان .

وفيها توفي نصر بن مالك من فالج أصابه ، وولى المهدي بعده شرطته حمزة بن مالك ، وصرف أبان بن صدقة عن هارون الرشيد ، وجعل مع موسى الهادي ، وجعل مع هارون يحيى بن خالد بن برمك .

وفيها عزل محمد بن سليمان أبو ضمرة عن مصر في ذي الحجة ، ووليها سلمة بن رجاء ، وحج بالناس موسى الهادي وهو ولي عهد .

( وكان عامل مكة والطائف واليمامة : جعفر بن سليمان ، وعامل اليمن : علي بن [ ص: 228 ] سليمان ) ، وكان على سواد الكوفة : يزيد بن منصور ، وعلى أحداثها : إسحاق بن منصور .

[ الوفيات ]

وفيها توفي سفيان الثوري ، وكان مولده سنة سبع وتسعين ، وزائدة بن قدامة أبو الصلت الثقفي الكوفي ، وإبراهيم بن أدهم بن منصور أبو إسحاق الزاهد ، وكان مولده ببلخ ، وانتقل إلى الشام فأقام به مرابطا ، وهو من بكر بن وائل ، ذكره أبو حاتم البستي .

التالي السابق


الخدمات العلمية