[ ص: 299 ] 177
ثم دخلت سنة سبع وسبعين ومائة
ذكر
غزو الفرنج بالأندلس
وفيها سير
هشام ، صاحب
الأندلس ، جيشا كثيفا ، واستعمل عليهم
عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث ، فدخلوا بلاد العدو ، فبلغوا
أربونة ،
وجرندة ، فبدأ
بجرندة ، وكان بها حامية الفرنج ، فقتل رجالها ، وهدم أسوارها وأبراجها ، وأشرف على فتحها .
فرحل عنها إلى
أربونة ففعل مثل ذلك ، وأوغل في بلادهم ، ووطئ أرض
شرطانية ، فاستباح حريمها ، وقتل مقاتلتها ، وجاس البلاد شهورا يخرب الحصون ، ويحرق ويغنم ، قد أجفل العدو من بين يديه هاربا ، وأوغل في بلادهم ، ورجع سالما معه من الغنائم ما لا يعلمه إلا الله تعالى ، وهي من أشهر مغازي المسلمين
بالأندلس .