[ ص: 34 ] ذكر
استيلاء عبد الرحمن على طليطلة
قد ذكرنا عصيان أهل طليطلة على
عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي ، صاحب الأندلس ، وإنفاذ الجيوش إلى محاصرتها مرة بعد مرة ، فلما كان سنة إحدى وعشرين ومائتين خرج جماعة من أهلها إلى
قلعة رباح ، وبها عسكر
لعبد الرحمن ، فاجتمعوا كلهم على حصر
طليطلة ، وضيقوا عليها ، وعلى أهلها ، وقطعوا عنهم باقي مرافقها ، واشتدوا في محاصرتهم ، فبقوا كذلك إلى أن دخلت سنة اثنتين وعشرين .
فسير
عبد الرحمن أخاه
الوليد بن الحكم إليها أيضا ، فرأى أهلها وقد بلغ بهم الجهد كل مبلغ ، واشتد عليهم طول الحصار ، وضعفوا عن القتال والدفع ، فاقتحمها قهرا وعنوة يوم السبت لثمان خلون من رجب ، وأمر بتجديد القصر الذي على باب الحصن الذي كان هدم أيام
الحكم ، وأقام بها إلى آخر شعبان من سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، حتى استقرت قواعد أهلها وسكنوا .