[ ص: 675 ] 310
ثم دخلت سنة عشر وثلاثمائة
ذكر
حرب سيمجور مع أبي الحسين بن العلوي
قد ذكرنا قتل
ليلى بن النعمان ، وأن
جرجان تخلف بها
بارس غلام
قراتكين ، فلما قتل
ليلى بن النعمان عاد
قراتكين إلى
جرجان ، فاستأمن إليه غلامه
بارس ، فقتله
قراتكين ، وانصرف عن
جرجان ، وقدمها
أبو الحسين بن الحسن بن علي الأطروش العلوي ، الملقب والده
بالناصر ، وأقام بها فأنفذ إليه
السعيد نصر بن أحمد سيمجور الدواتي في أربعة آلاف فارس ، فنزل على فرسخين من
جرجان ، وحاصر
أبا الحسين نحو شهر من هذه السنة .
وخرج إليه
أبو الحسين في ثمانية آلاف رجل من
الديلم ،
والجرجانية ، وصاحب جيشه
سرخاب بن وهسوذان ابن عم
ماكان بن كالي الديلمي ، فتحاربا حربا عظيمة ، وكان
سيمجور قد جعل كمينا من أصحابه ، فأبطؤوا عنه فانهزم
سيمجور ، ووقع أصحاب
أبي الحسين في عسكر
سيمجور ، واشتغلوا بالنهب والغارة ، فخرج عليهم الكمين بعد الظفر ، فقتلوا من
الديلم والجرجانية نحو أربعة آلاف رجل ، وانهزم
أبو الحسين ، وركب في البحر ، ثم عاد إلى
أستراباذ ، واجتمع إليه فل أصحابه .
وكان
سرخاب قد تبع
سيمجور في هزيمته ، فلما عاد رأى أصحابه مقتلين مشردين
[ ص: 676 ] فسار إلى
أستراباذ ، واستصحب معه عيال أصحابه ومخلفيهم ، وأقام بها مع
أبي الحسين بن الناصر ، ثم سمع
سيمجور بظفر أصحابه ، فعاد إليهم ، وأقام
بجرجان ، ثم اعتل
سرخاب ومات ، ورجع
ابن الناصر إلى
سارية واستخلف
ماكان بن كالي على
أستراباذ ، فاجتمع إليه
الديلم ، وقدموه وأمروه على أنفسهم .
ثم سار
محمد بن عبيد الله البلغمي وسيمجور إلى
باب أستراباذ ، وحاربوا
ماكان بن كالي ، فلما طال مقامهم اتفقوا معه على أن يخرج عن
أستراباذ إلى
سارية ، وبذلوا له على هذا مالا ليظهر للناس أنهم قد افتتحوها ، ثم ينصرفون عنها ويعود إليها ، ففعل وسار إلى
سارية ، ثم رحلوا عن
أستراباذ ، فلما ساروا عنها عاد إليها
ماكان بن كالي ، ففارقها
بغرا ، ( إلى
جرجان ، وأساء السيرة في أهلها ، وخرج إليه ماكان ، فرجع
بغرا ) إلى
نيسابور ، وأقام
ماكان بجرجان ، ونحن نذكر ابتداء حال ماكان ، وننقلها عند قتله سنة تسع وعشرين وثلاثمائة .