ذكر عدة حوادث
فيها
أطلق المقتدر يوسف بن أبي الساج من الحبس بشفاعة
مؤنس الخادم وحمل إليه ، ودخل إلى
المقتدر ، وخلع عليه ، ثم عقد له على
الري ،
وقزوين ،
وأبهر ،
وزنجان ،
وأذربيجان ، وقرر عليه خمسمائة ألف دينار محمولة كل سنة إلى بيت المال سوى أرزاق العساكر الذين بهذه البلاد وخلع في هذا اليوم على
وصيف البكتمري ، وعلى
طاهر ويعقوب ابني محمد بن الليث .
[ ص: 680 ] وتجهز
يوسف ، وضم إليه
المقتدر بالله العساكر مع
وصيف البكتمري وسار عن
بغداذ في جمادى الآخرة إلى
أذربيجان ، وأمر أن يجعل طريقه على
الموصل ، وينظر في أمور ديار
ربيعة ، فقدم إلى
الموصل ، ونظر في الأعمال ، وسار إلى
أذربيجان ، فرأى غلامه سبكا قد مات .
وفيها قلد
نازوك الشرطة
ببغداذ .
وفيها وصلت هدية إلى
أبي زقبور الحسين بن أحمد المادراني من
مصر وفيها بغلة ، ومعها فلو يتبعها ، ويرضع منها ، وغلام طويل اللسان ، يلحق لسانه أرنبة أنفه .
وفيها قبض
المقتدر على
أم موسى القهرمانة ، وكان سبب ذلك أنها زوجت ابنة أختها من
أبي العباس أحمد بن محمد بن إسحاق بن المتوكل على الله ، وكان محسنا ، له نعمة ظاهرة ، ومروءة حسنة ، وكان يرشح للخلافة ، فلما صاهرته أكثرت من النثار والدعوات ، وخسرت أموالا جليلة ، فتكلم أعداؤها ، وسعوا بها إلى
المقتدر ، وقالوا إنها قد سعت
لأبي العباس في الخلافة ، وحلفت له القواد ، ( وكثر القول عليها ) ، فقبض عليها ، وأخذ منها أموالا عظيمة وجواهر نفيسة .
( وفيها غزا المسلمون في البر والبحر ، فغنموا وسلموا ) .
[ ص: 681 ] وفيها كان
بالموصل شغب من العامة ، وقتلوا خليفة
محمد بن نصر الحاجب بها ، فتجهز العسكر من
بغداذ إلى
الموصل .
وفيها ، في جمادى الآخرة ، انقض كوكب عظيم له ذنب في المشرق في
برج السنبلة ، طوله نحو ذراعين .
وفيها سار
محمد بن نصر الحاجب من
الموصل إلى الغزاة ( على
قاليقلا ) ، فغزا
الروم من تلك الناحية ، ودخل
أهل طرسوس ملطية ، فظفروا ، وبلغوا من بلاد
الروم والظفر بهم ما لم يظنوه وعادوا .
[ الوفيات ] .
( وفيها توفي
أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد اليزيدي الأديب ، أخذ العلم عن
ثعلب والرياشي ) .