[ ص: 358 ] 367
ثم دخلت سنة سبع وستين وثلاثمائة
ذكر
استيلاء عضد الدولة على العراق
في هذه السنة سار
عضد الدولة إلى
بغداذ ، وأرسل إلى
بختيار يدعوه إلى طاعته ، وأن يسير عن
العراق إلى أي جهة أراد ، وضمن مساعدته بما يحتاج إليه من مال وسلاح وغير ذلك .
فاختلف أصحاب
بختيار عليه في الإجابة إلى ذلك ، إلا أنه أجاب إليه لضعف نفسه ، فأنفذ له
عضد الدولة خلعة ، فلبسها ، وأرسل إليه يطلب منه
nindex.php?page=showalam&ids=13001ابن بقية ، فقلع عينيه وأنفذه إليه .
( وتجهز
بختيار بما أنفذه إليه )
عضد الدولة ، وخرج عن
بغداذ عازما على قصد
الشام ، وسار
عضد الدولة فدخل
بغداذ ، وخطب له بها ، ولم يكن قبل ذلك يخطب لأحد
ببغداذ ، وضرب على بابه ثلاث نوب ، ولم تجر بذلك عادة من تقدمه ، وأمر بأن يلقى
nindex.php?page=showalam&ids=13001ابن بقية بين قوائم
الفيلة لتقتله ، ففعل به ذلك ، وخبطته
الفيلة حتى قتلته ، وصلب على رأس الجسر في شوال من هذه السنة ، فرثاه
أبو الحسن الأنباري بأبيات حسنة في معناها وهي :
علو في الحياة وفي الممات لحق تلك إحدى المعجزات كأن الناس حولك حين قاموا
وفود نداك أيام الصلات [ ص: 359 ] كأنك قائم فيهم خطيبا
، وكلهم قيام للصلاة مددت يديك نحوهم اقتفاء
، كمدهما إليهم في الهبات ولما ضاق بطن الأرض عن أن
يضم علاك من بعد الممات أصاروا الجو قبرك ، واستنابوا
عن الأكفان ثوب السافيات لعظمك في النفوس تبيت ترعى
بحراس وحفاظ ثقات وتشعل عندك النيران ليلا
كذلك كنت أيام الحياة ولم أر قبل جذعك قط جذعا
تمكن من عناق المكرمات ركبت مطية من قبل زيد
علاها في السنين الذاهبات
وهي كثيرة ، قوله :
زيد علاها يعني :
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - لما قتل وصلب أيام
nindex.php?page=showalam&ids=17243هشام بن عبد الملك ، وقد ذكر ، وبقي
nindex.php?page=showalam&ids=13001ابن بقية مصلوبا إلى أيام
صمصام الدولة فأنزل من جذعه ودفن .