ذكر
قتل بختيار
لما سار
بختيار عن
بغداذ عزم قصد
الشام ومعه
ابن ناصر الدولة ابن حمدان ، فلما صار
بختيار بعكبرا حسن له
حمدان قصد
الموصل ، ( وكثرة أموالها ) ، وأطمعه فيها ، وقال إنها خير من
الشام وأسهل .
فسار
بختيار نحو
الموصل ، وكان
عضد الدولة قد حلفه أنه لا يقصد ولاية
أبي تغلب بن حمدان لمودة ومكاتبة كانت بينهما ، فنكث وقصدها ، فلما صار إلى
تكريت أتته
[ ص: 360 ] رسل
أبي تغلب تسأله أن يقبض على أخيه
حمدان ويسلمه إليه ، وإذا فعل سار بنفسه وعساكره إليه ، وقاتل معه
عضد الدولة ، وأعاده إلى ملكه
بغداذ ، فقبض
بختيار على
حمدان وسلمه إلى نواب
أبي تغلب ، فحبسه في قلعة له ، وسار
بختيار إلى
الحديثة ، واجتمع مع
أبي تغلب ، وسارا جميعا نحو
العراق ، وكان مع
أبي تغلب نحو من عشرين ألف مقاتل .
وبلغ ذلك
عضد الدولة فسار عن
بغداذ نحوهما ، فالتقوا
بقصر الجص بنواحي
تكريت ثامن عشر شوال ، فهزمهما ، وأسر
بختيار ، وأحضر عند
عضد الدولة ، فلم يأذن بإدخاله إليه ، وأمر بقتله فقتل ، وذلك بمشورة
أبي الوفاء طاهر بن إبراهيم ، وقتل من أصحابه خلق كثير ، واستقر ملك
عضد الدولة بعد ذلك ، ( وكان عمر
بختيار ستا وثلاثين سنة ، وملك إحدى عشرة سنة وشهورا ) .