ذكر
مسير بهاء الدولة إلى الأهواز وما كان منه ومن صمصام الدولة
في هذه السنة سار
بهاء الدولة عن
بغداذ إلى
خوزستان عازما على قصد
فارس ، واستخلف
ببغداذ أبا نصر خواشاذه ، ووصل إلى
البصرة ودخلها ، وسار عنها إلى
خوزستان ، فأتاه نعي أخيه
أبي طاهر ، فجلس للعزاء به ، ودخل
أرجان فاستولى عليها وأخذ ما فيها من الأموال ، فكان ألف ألف دينار وثمانية آلاف ألف درهم ، ومن الثياب والجواهر وما لا يحصى ، فلما علم الجند بذلك شغبوا شغبا متتابعا فأطلقت تلك الأموال كلها لهم ولم يبق منها إلا القليل . ثم سارت مقدمته وعليها
أبو [ ص: 439 ] العلاء بن الفضل إلى
النوبندجان ، وبها عساكر
صمصام الدولة ، فهزمهم ، وبث أصحابه في نواحي
فارس ، فسير إليهم
صمصام الدولة عسكرا وعليهم
فولاذ زماندار ، فواقعهم ، فانهزم
أبو العلاء وعاد مهزوما .
وكان سبب الهزيمة أنه كان بين العسكرين واد عليه قنطرة ، وكان أصحاب
أبي العلاء يعبرون القنطرة ويغيرون على أثقال
الديلم ، عسكر
صمصام الدولة ، فوضع
فولاذ كمينا عند القنطرة ، فلما عبر أصحاب
بهاء الدولة خرجوا عليهم فقتلوهم جميعهم ، وراسل
فولاذ أبا العلاء وخدعه ، ثم سار إليه وكبسه ، فانهزم من بين يديه وعاد إلى
أرجان مهزوما ، وغلت الأسعار بها .
ولما بلغ الخبر إلى
صمصام الدولة سار عن
شيراز إلى
فولاذ ، وترددت الرسل في الصلح ، فتم على أن يكون
لصمصام الدولة بلاد
فارس وأرجان ،
ولبهاء الدولة خوزستان والعراق ، وأن يكون لكل واحد منهما إقطاع في بلد صاحبه ، وحلف كل واحد منهما لصاحبه ، وعاد
بهاء الدولة إلى
الأهواز .
ولما سار
بهاء الدولة عن
بغداذ ثار العيارون بجانبي
بغداذ ، ووقعت الفتن بين السنة والشيعة ، وكثر القتل بينهم ، وزالت الطاعة ، وأحرق عدة محال ، ونهبت الأموال ، وأخربت المساكن ، ودام ذلك عدة شهور إلى أن عاد
بهاء الدولة إلى
بغداذ .