ذكر
حادثة غريبة بالأندلس
في هذه السنة سير
nindex.php?page=showalam&ids=12511المنصور محمد بن أبي عامر ، أمير
الأندلس لهشام المؤيد عسكرا إلى بلاد الفرنج للغزاة ، فنالوا منهم وغنموا ، وأوغلوا في ديارهم ، وأسروا
غرسية ، وهو ملك للفرنج ابن ملك من ملوكهم يقال له
شانجة ، وكان من أعظم ملوكهم وأمنعهم ، وكان من القدر أن شاعرا
للمنصور ، يقال له
أبو العلاء صاعد بن الحسن الربعي ، قد قصده من بلاد
الموصل ، وأقام عنده وامتدحه قبل هذا التاريخ ، فلما كان الآن أهدى
أبو العلاء إلى المنصور
أيلا . وكتب معه أبياتا منها :
يا حرز كل مخوف وأمان كل مشرد ومعز كل مذلل جدواك إن تخصص به فلأهله
وتعم بالإحسان كل مؤمل
( يقول فيها ) :
[ ص: 473 ] مولاي مؤنس غربتي ، متخطفي من ظفر أيامي ، ممنع معقلي
عبد رفعت بضبعه ، وغرسته في نعمة أهدى إليك بأيل
سميته غرسية ، وبعثته في حبله ليتاح فيه تفاؤلي
فلئن قبلت ، فتلك أسنى نعمة أسدى بها ذو نعمة وتطول
فسمى هذا الشاعر
الأيل غرسية تفاؤلا بأسر ذلك
غرسية ، فكان أسره في اليوم الذي أهدى فيه
الأيل ، فانظر إلى هذا الاتفاق ما أعجبه .