[ ص: 489 ] ذكر
موت سبكتكين وملك ولده إسماعيل
وفي هذه السنة توفي
ناصر الدولة سبكتكين في شعبان ، وكان مقامه
ببلخ ، وقد ابتنى بها دورا ومساكن ، فمرض ، وطال مرضه ، وانزاح إلى هواء
غزنة ، فسار عن
بلخ إليها ، فمات في الطريق ، فنقل ميتا إلى
غزنة ودفن فيها ، وكانت مدة ملكه نحو عشرين سنة .
وكان عادلا ، خيرا ، كثير الجهاد ، حسن الاعتقاد ، ذا مروة تامة ، وحسن عهد ووفاء ، لا جرم بارك الله في بيته ، ودام ملكهم مدة طويلة جازت مدة ملك
السامانية والسلجوقية وغيرهم .
وكان ابنه
محمود أول من لقب بالسلطان ، لم يلقب به أحد قبله .
ولما حضرته الوفاة عهد إلى ولده
إسماعيل بالملك بعده ، فلما مات بايع الجند
لإسماعيل ، وحلفوا له ، وأطلق لهم الأموال ، وكان أصغر من أخيه
محمود ، فاستضعفه الجند ، فاشتطوا في الطلب حتى أفنى الخزائن التي خلفها أبوه .