[ ص: 542 ] ذكر
غزوة كواكير
ثم سار عنها إلى
قلعة كواكير ، وكان صاحبها يعرف
ببيدا ، وكان بها ستمائة صنم ، فافتتحها وأحرق الأصنام ، فهرب صاحبها إلى
قلعته المعروفة بكالنجار ، فسار
خلفه إليها ، وهو حصن كبير يسع خمسمائة ألف إنسان ، وفيه خمسمائة فيل ، وعشرون ألف دابة ، وفي الحصن ما يكفي الجميع مدة . فلما قاربها
يمين الدولة بقي بينهما سبعة فراسخ رأى من الغياض المانعة من سلوك الطريق ما لا حد عليه ، فأمر بقطعها ، ورأى في الطريق واديا عظيم العمق ، بعيد القعر ، فأمر أن يطم منه مقدار ما يسع عشرين فارسا ، ، فطموه بالجلود المملوءة ترابا ، ووصل إلى القلعة فحصرها ثلاثة وأربعين يوما ، وراسله صاحبها في الصلح فلم يجبه .
ثم بلغه عن
خراسان اختلاف بسبب قصد
أيلك الخان لها ، فصالح ملك
الهند على خمسمائة فيل ، وثلاثة آلاف من فضة ، ولبس خلعة
يمين الدولة بعد أن استعفى من شد المنطقة ، فإنه اشتد عليه ، فلم يجبه
يمين الدولة إلى ذلك ، فشد المنطقة ، وقطع إصبعه الخنصر وأنفذها إلى
يمين الدولة توثقة فيما يعتقدونه ، وعاد
يمين الدولة إلى
خراسان لإصلاح ما اختلف فيها ، وكان عازما على الوغول في بلاد
الهند .