ذكر
حصر أبي جعفر الحجاج بغداذ
في هذه السنة جمع
أبو جعفر الحجاج جمعا كثيرا ، وأمده
بدر بن حسنويه بجيش كثير ، فسار بالجميع وحصر
بغداذ .
وسبب ذلك أن
أبا جعفر كان نازلا على قلج حامي طريق
خراسان ، وكان قلج مباينا
لعميد الجيوش ، فاجتمعا لذلك . فتوفي قلج هذه السنة ، فجعل
عميد الجيوش على حماية الطريق
أبا الفتح بن عناز ، وكان عدوا
لبدر بن حسنويه ، فحقد ذلك
بدر ، فاستدعى
أبا جعفر الحجاج ، وجمع له جمعا كثيرا ، منهم الأمير
هندي بن سعدي ،
وأبو عيسى شاذي بن محمد ،
وورام بن محمد ، وغيرهم ، وسيرهم إلى
بغداذ .
وكان الأمير
أبو الحسن علي بن مزيد الأسدي قد عاد من عند
بهاء الدولة بخوزستان مغضبا ، فاجتمع معهم ، فزادت عدتهم على عشرة آلاف فارس .
وكان
عميد الجيوش عند
بهاء الدولة لقتال
أبي العباس بن واصل ، فسار
أبو جعفر ومن اجتمع معه إلى
بغداذ ، ونزلوا على فرسخ منها ، وأقاموا شهرا ،
وببغداذ جمع من
الأتراك ، ومعهم
أبو الفتح بن عناز ، فحفظوا البلد ، فبينما هم كذلك أتاهم خبر انهزام
أبي العباس وقوة
بهاء الدولة ، ففت ذلك في أعضاد
أبي جعفر ومن
[ ص: 547 ] معه ، فتفرقوا ، فعاد
ابن مزيد إلى بلده ، وسار
أبو جعفر وأبو عيسى إلى
حلوان ، وراسل
أبو جعفر في إصلاح حاله مع
بهاء الدولة ، فأجابه إلى ذلك ، فحضر عنده بتستر ، فلم يلتفت إليه لئلا يستوحش
عميد الجيوش .