[ ص: 642 ] 408
ثم دخلت سنة ثمان وأربعمائة
ذكر
خروج الترك من الصين وموت nindex.php?page=showalam&ids=16251طغان خان
في هذه السنة خرج
الترك من
الصين في عدد كثير يزيدون على ثلاثمائة ألف خركاة من أجناس
الترك ، منهم
الخطائية الذين ملكوا ما وراء النهر ، وسيرد خبر ملكهم إن شاء الله تعالى .
وكان سبب خروجهم أن
nindex.php?page=showalam&ids=16251طغان خان لما ملك
تركستان مرض مرضا شديدا ، وطال به المرض فطمعوا في البلاد لذلك ، فساروا إليها وملكوا بعضها وغنموا وسبوا وبقي بينهم وبين
بلاساغون ثمانية أيام فلما بلغه الخبر كان بها مريضا ، فسأل الله تعالى أن يعافيه لينتقم من الكفرة ، ويحمي البلاد منهم ثم يفعل به بعد ذلك ما أراد ، فاستجاب الله له وشفاه ، فجمع العساكر ، وكتب إلى سائر بلاد الإسلام يستنفر الناس ، فاجتمع إليه من المتطوعة مائة ألف وعشرون ألفا ، فلما بلغ
الترك خبر عافيته وجمعه العساكر وكثرة من معه عادوا إلى بلادهم ، فسار خلفهم نحو ثلاثة أشهر حتى أدركهم وهم آمنون لبعد المسافة ، فكبسهم وقتل منهم زيادة على مائتي ألف رجل ، وأسر نحو مائة ألف ، وغنم من الدواب والخركاهات وغير ذلك من الأواني الذهبية والفضية ومعمول
الصين ما لا عهد لأحد بمثله ، وعاد إلى
بلاساغون ، فلما بلغها ، عاوده مرضه فمات منه .
[ ص: 643 ] وكان عادلا ، خيرا ، دينا ، يحب العلم وأهله ، ويميل إلى أهل الدين ، ويصلهم ويقربهم ، وما أشبه قصته بقصة
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ الأنصاري ، وقد تقدمت في غزوة
الخندق ، وقيل : كانت هذه الحادثة مع
أحمد بن علي قراخان ، أخي
nindex.php?page=showalam&ids=16251طغان خان ، وإنها كانت سنة ثلاث وأربعمائة .