ذكر
القبض على الوزير اليازوري بمصر
في هذه السنة ، في ذي الحجة ، قبض
بمصر على الوزير
أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن اليازوري ، وقرر عليه أموال عظيمة منه ومن أصحابه ، ووجد له مكاتبات إلى
بغداذ .
وكان في ابتداء أمره قد حج ، فلما قضى حجه أتى
المدينة ، وزار
مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسقط على منكبيه قطعة من الخلوق الذي على حائط الحجرة ، فقال له أحد القوام : أيها الشيخ إني أبشرك ، ولي الحباء والكرامة إذ بلغته ، أنك تلي ولاية عظيمة ، وهذا الخلوق دليل على ذلك .
فلم يحل عليه الحول حتى ولي الوزارة ، وأحسن إلى ذلك الرجل ورعاه .
وكان يتفقه على مذهب
أبي حنيفة ، وكان قاضيا
بالرملة ، يكرم العلماء ، ويحسن إليهم ويجالسهم ، وكان ابتداء أمره كابتداء أمر رئيس الرؤساء : الشهادة ، والقضاء ، وكانت سعادتهما متفقة ، ونهايتهما متقاربة .