الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الحرب بين هزارسب وفولاذ

كان السلطان قد ضمن هزارسب بن بنكير بن عياض البصرة ، وأرجان ، وخوزستان ، وشيراز ، فتجرد رسولتكين ابن عم السلطان ومعه فولاذ لهزارسب ، وقصدا أرجان ونهباها .

وكان هزارسب مع طغرلبك بالموصل والجزيرة ، فلما فرغ السلطان من تلك الناحية رد هزارسب إلى بلاده ، وأمره بقتال رسولتكين وفولاذ ، فسار إلى البصرة وصادر بها تاج الدين بن سخطة العلوي وابن سمحا اليهودي بمائة ألفوعشرين ألف دينار ، وسار منها إلى قتال فولاذ ورسولتكين فلقيهما ، وقاتلهما قتالا شديدا ، فقتل فولاذ ، وأسر رسولتكين ابن عم السلطان ، فأبقى عليه هزارسب ، فسأل رسولتكين هزارسب ليرسله إلى دار الخلافة ليشفع فيه الخليفة ، ففعل ذلك .

ووصل بغداذ مع أصحاب هزارسب ، فاجتاز بدار رئيس الرؤساء ، فهجم ودخلها ، واستدعى طعاما إيجازا للحرمة ، فأمر الخليفة بإحضار عميد الملك ( وإعلامه بحال رسولتكين ليخاطب السلطان في أمره ، فلما حضر عميد الملك ) وقيل له ذلك قال : إن السلطان يقول إن هذا لا حرمة له يستحق بها المراعاة ، وقد قابل إحساني بالعصيان ، ويجب تسليمه ليتحقق الناس منزلتي ، وتتضاعف هيبتي . فاستقر الأمر بعد مراجعة على أن يقيده ، وخرج توقيع الخليفة : إن منزلة ركن الدين - يعني طغرلبك - [ ص: 149 ] عندنا اقتضت ما لم نفعله مع غيره ; لأنه لم تجر العادة بتقييد أحد في الدار العزيزة ، ولا بد أن يكون الرضا في جواب ما فعل . فراسله رئيس الرؤساء حتى رضي .

وقد كانت دار الخلافة أيام بني بويه ملجأ لكل خائف منهم ، من وزير وعميد وغير ذلك ، ففي الأيام السلجوقية سلك غير ذلك ، وكان أول شيء فعلوه هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية