ذكر
ملك بركيارق خراسان وتسليمها إلى أخيه سنجر
كان
بركيارق قد جهز العساكر مع أخيه الملك
سنجر ، وسيرها إلى
خراسان لقتال عمه
أرسلان أرغون ، وجعل الأمير
قماج أتابك سنجر ، ورتب في وزارته
أبا الفتح علي بن الحسين الطغرائي ، فلما وصلوا إلى الدامغان بلغهم خبر قتله ، فأقاموا ، حتى لحقهم السلطان
بركيارق ، وساروا إلى
نيسابور فوصل إليهم خامس جمادى الأولى من السنة وملكها بغير قتال ، وكذلك سائر البلاد
الخراسانية ، وساروا إلى
بلخ .
[ ص: 409 ] وكان عسكر
أرسلان أرغون قد ملكوا بعد قتله ابنا له صغيرا ، عمره سبع سنين ، فلما سمعوا بوصول السلطان أبعدوا إلى
جبال طخارستان ، وأرسلوا يطلبون الأمان ، فأجابهم إلى ذلك ، فعادوا ومعهم
ابن أرسلان أرغون ، فأحسن السلطان لقاءه ، وأعطاه ما كان لأبيه من الإقطاع أيام
ملكشاه ، وكان وصوله إلى السلطان في خمسة عشر ألف فارس ، فما انقضى يومهم حتى فارقوه ، واتصلت كل طائفة منهم بأمير تخدمه ، وبقي وحده مع خادم لأبيه ، فأخذته والده السلطان
بركيارق إليها ، وأقامت له من يتولى خدمته ، وتربيته .
وسار
بركيارق إلى
ترمذ فسلمت إليه ، وأقام عند
بلخ سبعة أشهر ، وأرسل إلى ما وراء النهر ، فأقيمت له الخطبة
بسمرقند وغيرها ، ودانت له البلاد .