ذكر
حصر مدينة كتندة
في هذه السنة ، يعني سنة أربع عشرة وخمسمائة ، خرج ملك من ملوك
الفرنج بالأندلس ، يقال له
ابن ردمير ، فسار حتى انتهى
كتندة ، وهي بالقرب من
مرسية ، في شرق
الأندلس ، فحصرها ، وضيق على أهلها ، وكان أمير المسلمين
علي بن يوسف حينئذ
بقرطبة ، ومعه جيش كثير من المسلمين والأجناد المتطوعة ، فسيرهم إلى
ابن ردمير ، فالتقوا واقتتلوا أشد القتال ، وهزمهم
ابن ردمير هزيمة منكرة ، وكثر القتل في المسلمين ، وكان فيمن قتل
أبو عبد الله بن الفراء ، قاضي
المرية ، وكان من العلماء العاملين ، والزهاد في الدنيا العادلين في القضاء .