صفحة جزء
[ ص: 692 ] 518

ثم دخلت سنة ثماني عشرة وخمسمائة ذكر قتل بلك بن بهرام بن أرتق وملك تمرتاش حلب

في هذه السنة ، في صفر ، قبض بلك بن بهرام بن أرتق ، صاحب حلب ، على الأمير حسان البعلبكي ، صاحب منبج ، وسار إليها فحصرها ، فملك المدينة ، وحصر القلعة ، فامتنعت عليه ، فسار الفرنج إليه ليرحلوه عنها لئلا يقوى بأخذها ، فلما قاربوه ترك على القلعة من يحصرها ، وسار في باقي عسكره إلى الفرنج ، فلقيهم وقاتلهم ، فكسرهم وقتل منهم خلقا كثيرا ، وعاد إلى منبج فحصرها ، فبينما هو يقاتل من بها أتاه سهم فقتله ، لا يدرى من رماه ، واضطرب عسكره وتفرقوا ، وخلص حسان من الحبس ، فكان حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق مع ابن عمه بلك ، فحمله مقتولا إلى ظاهر حلب ، وتسلمها في العشرين من ربيع الأول من هذه السنة ، وزال الحصار عن قلعة منبج ، وعاد إليها صاحبها حسان ، واستقر تمرتاش بحلب واستولى عليها .

ثم إنه جعل فيها نائبا له يثق به ، ورتب عنده ما يحتاج إليه من جند وغيرهم وعاد إلى ماردين ، لأنه رأى الشام كثيرة الحرب مع الفرنج ، وكان رجلا يحب الدعة والرفاهة ، فلما عاد إلى ماردين أخذت حلب منه ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية