[ ص: 28 ] ( 525 )
ثم دخلت سنة خمس وعشرين وخمسمائة
ذكر
أسر دبيس بن صدقة وتسليمه إلى
عماد الدين زنكي
في هذه السنة في شعبان ، أسر
nindex.php?page=showalam&ids=15587تاج الملوك بوري بن طغتكين صاحب
دمشق ، الأمير
nindex.php?page=showalam&ids=15862دبيس بن صدقة صاحب
الحلة ، وسلمه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13664أتابك الشهيد زنكي بن آقسنقر .
وسبب ذلك أنه لما فارق
البصرة - على ما ذكرناه - جاءه قاصد من
الشام من
صرخد يستدعيه إليها ; لأن صاحبها كان خصيا ، فتوفي هذه السنة ، وخلف جارية سرية له ، فاستولت على القلعة وما فيها ، وعلمت أنها لا يتم لها ذلك إلا بأن تتصل برجل له قوة ونجدة ، فوصف لها
nindex.php?page=showalam&ids=15862دبيس بن صدقة وكثرة عشيرته ، وذكر لها حاله وما هو عليه
بالعراق ، فأرسلت تدعوه إلى
صرخد لتتزوج به ، وتسلم القلعة وما فيها من مال وغيره إليه .
فأخذ الأدلاء معه ، وسار من أرض
العراق إلى
الشام ، فضل به الأدلاء بنواحي
دمشق ، فنزل بناس من كلب شرقي الغوطة ، فأخذوه وحملوه إلى
تاج الملوك صاحب
دمشق ، فحبسه عنده .
وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=13664أتابك عماد الدين زنكي الخبر ، وكان
دبيس يقع فيه وينال منه ، فأرسل إلى
تاج الملوك يطلب منه
دبيسا ليسلمه إليه ويطلق ولده ، ومن معه من الأمراء المأسورين ، وإن امتنع من تسليمه سار إلى
دمشق وحصرها وخربها ، ونهب بلدها ، فأجاب
تاج الملوك إلى ذلك ، وأرسل
أتابك سونج بن تاج الملوك والأمراء الذين معه ، وأرسل
تاج الملوك دبيسا ، فأيقن
دبيس بالهلاك ، ففعل
زنكي معه خلاف ما
[ ص: 29 ] ظن وأحسن إليه ، وحمل له الأقوات والسلاح والدواب وسائر أمتعة الخزائن ، وقدمه حتى على نفسه ، وفعل معه ما يفعل أكابر الملوك .
ولما سمع
المسترشد بالله بقبضه
بدمشق أرسل
سديد الدولة بن الأنباري وأبا بكر بن بشر الجزري من
جزيرة nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر إلى
تاج الملوك يطلب منه أن يسلم
دبيسا إليه لما كان متحققا به من عداوة الخليفة ، فسمع
سديد الدولة بن الأنباري بتسلمه إلى
عماد الدين وهو في الطريق ، فسار إلى
دمشق ولم يرجع ، وذم
أتابك زنكي بدمشق واستخف به ، وبلغ الخبر
عماد الدين ، فأرسل إلى طريقه من يأخذه إذا عاد ، فلما رجع من
دمشق قبضوا عليه وعلى
ابن بشر ، وحملوهما إليه ، فأما
ابن بشر فأهانه وجرى في حقه مكروه ، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري فسجنه .
ثم إن
المسترشد بالله شفع فيه فأطلق ، ولم يزل
دبيس مع
زنكي حتى انحدر معه إلى
العراق ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر
وفاة السلطان محمود وملك ابنه دواد
في هذه السنة في شوال توفي
السلطان محمود ابن السلطان محمود بهمذان ، وكان قبل مرضه قد خاف وزيره
أبو القاسم الأنساباذي من جماعة من الأمراء وأعيان الدولة ، ومنهم :
عزيز الدين أبو نصر أحمد بن حامد المستوفي ، والأمير
أنوشتكين المعروف بشيركير ، وولده
عمر ، وهو أمير حاجب السلطان ، وغيرهم ، فأما
عزيز الدين فأرسله مقبوضا عليه إلى
مجاهد الدين بهروز بتكريت ، ثم قتل بها ، وأما
شيركير وولده فقتلا في جمادى الآخرة .
ثم إن السلطان مرض وتوفي في شوال ، وأقعد ولده
دواد في السلطنة باتفاق من
الوزير أبي القاسم ، وأتابكه
آقسنقر الأحمديلي ، وخطب له في جميع
بلاد الجبل وأذربيجان ، ووقعت الفتنة
بهمذان وسائر
بلاد الجبل ، ثم سكنت ، فلما اطمأن الناس وسكنوا سار الوزير بأمواله إلى
الري ، فأمن فيها حيث هي
nindex.php?page=showalam&ids=16058للسلطان سنجر .
وكان عمر
السلطان محمود لما توفي نحو سبع وعشرين سنة ، وكانت ولايته
[ ص: 30 ] للسلطنة اثنتي عشرة سنة ، وتسعة أشهر وعشرين يوما ، وكان حليما كريما عاقلا ، يسمع ما يكره ولا يعاقب عليه مع القدرة ، قليل الطمع في أموال الرعايا عفيفا عنها ، كافا لأصحابه عن التطرق إلى شيء منها .
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة
ثار الباطنية nindex.php?page=showalam&ids=15587بتاج الملوك بوري بن طغتكين صاحب دمشق ، فجرحوه جرحين ، فبرأ أحدهما ، وتنسر الآخر ، وبقي فيه ألمه ، إلا أنه يجلس للناس ويركب معهم على ضعف فيه .
[ الوفيات ]
وفيها
توفي الأمير أبو الحسن بن المستظهر بالله أخو المسترشد بالله في رجب .
وفيها في شوال توفي
الحسن بن سلمان بن عبد الله أبو علي الفقيه الشافعي الواعظ مدرس
النظامية ببغداذ ، وأصله من
الزوزان .
والخطيب
أبو نصر أحمد بن عبد القاهر المعروف بابن الطوسي ، خطيب
الموصل ، توفي في ربيع الأول .
nindex.php?page=showalam&ids=15749وحماد بن مسلم الدباس الرحبي الزاهد المشهور ، صاحب الكرمات ، وسمع
[ ص: 31 ] الحديث ، له أصحاب وتلامذة كثيرون ساروا ، ورأيت الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=11890أبا الفرج بن الجوزي قد ذمه وثلبه ، ولهذا الشيخ أسوة بغيره من الصالحين ، فإن
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي قد صنف كتابا سماه تلبيس إبليس لم يبق فيه على أحد من سادة المسلمين وصالحيهم .
وهبة الله بن محمد عبد الواحد بن الحصين الشيباني الكاتب ، ومولده سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة ، سمع
أبا علي بن المهذب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13413وأبا طالب بن غيلان ، وغيرهما ، وهو راوي " مسند "
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل والغيلانيات " وغيرهما .
nindex.php?page=showalam&ids=12124ومحمد بن الحسن بن علي بن الحسن أبو غالب الماوردي ، ولد سنة خمسين وأربعمائة بالبصرة ، وسمع الحديث الكثير ، وروى سنن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي دواد السجستاني ، وكان صالحا .