ذكر
فتح صلاح الدين حارم
لما ملك
صلاح الدين حلب كان
بقلعة حارم وهي من أعمال
حلب ، بعض المماليك النورية ، اسمه
سرخك ، وولاه عليها
الملك الصالح ( عماد الدين ) ،
[ ص: 475 ] فامتنع من تسليمها إلى
صلاح الدين ، فراسله
صلاح الدين في التسليم ، وقال له : اطلب من الإقطاع ما أردت ، ووعده الإحسان ، فاشتط في الطلب ، وترددت الرسل بينهما ، فراسل
الفرنج ليحتمي بهم ، فسمع من معه من الأجناد أنه يراسل
الفرنج ، فخافوا أن يسلمها إليهم ، فوثبوا عليه وقبضوه وحبسوه ، وراسلوا
صلاح الدين يطلبون منه الأمان والإنعام ، فأجابهم إلى ما طلبوا ، وسلموا إليه
الحصن فرتب به دزدارا بعض خواصه .
وأما باقي قلاع
حلب ، فإن
صلاح الدين أقر
عين تاب بيد صاحبها كما تقدم ، وأقطع
تل خالد لأمير يقال له
داروم الياروقي ، وهو صاحب
تل باشر .
وأما
قلعة إعزاز ، فإن
عماد الدين إسماعيل كان قد خربها ، فأقطعها
صلاح الدين لأمير يقال له
دلدرم سليمان بن جندر ، فعمرها . وأقام
صلاح الدين بحلب إلى أن فرغ من تقرير قواعدها وأحوالها وديوانها ، وأقطع أعمالها ، وأرسل منها فجمع العساكر من جميع بلاده .