[ ص: 129 ] ذكر
مسير وزير الخليفة إلى خوزستان وملكها في هذه السنة ، في شعبان ، خلع
nindex.php?page=showalam&ids=15384الخليفة الناصر لدين الله على النائب في الوزارة
مؤيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي المعروف بابن القصاب ، خلع الوزارة ، وحكم في الولاية وبرز في رمضان ، وسار إلى بلاد
خوزستان ; [ وسبب ذلك أنه كان أولا قد خدم في
خوزستان ] ، وولي الأعمال بها ، وصار له فيها أصحاب وأصدقاء ومعارف ، وعرف البلاد ومن أي وجه يمكن الدخول إليها والاستيلاء عليها ، فلما ولي
ببغداد نيابة الوزارة أشار على الخليفة بأن يرسله في عسكر إليها ليملكها له ، وكان عزمه أنه إذا ملك البلاد واستقر فيها أقام مظهرا للطاعة ، مستقلا بالحكم فيها; ليأمن على نفسه .
فاتفق أن صاحبها
ابن شملة توفي ، واختلف أولاده بعده ، فراسل بعضهم
مؤيد الدين يستنجده لما بينهم من الصحبة القديمة ، فقوي الطمع في البلاد ، فجهزت العساكر وسيرت معه إلى
خوزستان ، فوصلها سنة إحدى وتسعين [ وخمسمائة ] وجرى بينه وبين أصحاب البلاد مراسلات ومحاربة عجزوا عنها ، وملك مدينة
تستر في المحرم ، وملك غيرها من البلاد ، وملك القلاع منها :
قلعة الناظر ،
وقلعة كاكرد ،
وقلعة لاموج ، وغيرها من الحصون والقلاع ، وأنفذ
بني شملة أصحاب بلاد
خوزستان إلى
بغداد ، فوصلوا في ربيع الأول .