[ ص: 194 ] ذكر
ملك داود هو
داود بن إيشى بن عويد بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عمي نوذب بن رام بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق ، وكان قصيرا أزرق قليل الشعر .
فلما قتل
طالوت أتى
بنو إسرائيل داود ، فأعطوه خزائن
طالوت وملكوه عليهم .
وقيل : إن
داود ملك قبل أن يقتل
جالوت ، وسبب ملكه حينئذ أن الله أوصى إلى
أشمويل ليأمر
طالوت بغزو
مدين وقتل من بها ، فسار إليها وقتل من بها إلا ملكهم ، فإنه أخذه أسيرا ، فأوحى الله إلى
أشمويل : قل
لطالوت آمرك بأمر فتركته ! لأنزعن الملك منك ومن بنيك ثم لا يعود فيكم إلى يوم القيامة . وأمر
أشمويل بتمليك
داود ، فملكه وسار إلى
جالوت فقتله ، والله أعلم .
[ ص: 195 ] فلما ملك
بني إسرائيل جعله الله نبيا وملكا ، وأنزل عليه الزبور ، وعلمه صنعة الدروع ، وهو أول من عملها ، وألان له الحديد ، وأمر الجبال والطير يسبحون معه إذا سبح ، ولم يعط الله أحدا مثل صوته ، كان إذا قرأ الزبور تدنو الوحوش حتى يأخذ بأعناقها وإنها لمصيخة تسمع صوته .
وكان شديد الاجتهاد كثير العبادة والبكاء ،
وكان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر ، وكان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف ، وكان يأكل من كسب يده .
وفي ملكه
مسخ أهل أيلة قردة ، وسبب ذلك أنهم كانوا تأتيهم يوم السبت حيتان البحر كثيرا ، فإذا كان غير يوم السبت لا يجيء إليهم منها شيء ، فعملوا على جانب البحر حياضا كبيرة ، وأجروا إليها الماء ، فإذا كان آخر نهار يوم الجمعة فتحوا الماء إلى الحياض فتدخلها الحيتان ولا تقدر على الخروج عنها ، فيأخذونها يوم الأحد ، فنهاهم بعض أهلها فلم ينتهوا ، فمسخهم الله قردة وبقوا ثلاثة أيام وهلكوا .