[ ص: 71 ] فصل في
حكمه صلى الله عليه وسلم فيما كان يهدى إليه
كان أصحابه رضي الله عنهم يهدون إليه الطعام وغيره ، فيقبل منهم ويكافئهم أضعافها .
وكانت الملوك تهدي إليه فيقبل هداياهم ، ويقسمها بين أصحابه ويأخذ منها لنفسه ما يختاره ، فيكون كالصفي الذي له من المغنم .
وفي " صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16003163أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت إليه أقبية ديباج مزررة بالذهب ، فقسمها في ناس من أصحابه ، وعزل منها واحدا nindex.php?page=showalam&ids=7839لمخرمة بن نوفل ، فجاء ومعه المسور ابنه ، فقام على الباب فقال : ادعه لي ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته ، فتلقاه به فاستقبله ، وقال : يا أبا المسور خبأت هذا لك ) .
وأهدى له
المقوقس مارية أم ولده ،
وسيرين التي وهبها
لحسان وبغلة شهباء ، وحمارا .
وأهدى له
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي هدية فقبلها منه ، وبعث إليه هدية عوضها ، وأخبر أنه مات قبل أن تصل إليه ، وأنها ترجع ، فكان الأمر كما قال .
وأهدى له
فروة بن نفاثة الجذامي بغلة بيضاء ركبها يوم
حنين ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
[ ص: 72 ] وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16003164أن ملك أيلة أهدى له بغلة بيضاء ، فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردة ، وكتب له ببحرهم .
وأهدى له
أبو سفيان هدية فقبلها .
وذكر
أبو عبيد : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16003165أن عامر بن مالك ملاعب الأسنة أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم فرسا ، فرده وقال : إنا لا نقبل هدية مشرك ، وكذلك قال لعياض المجاشعي : إنا لا نقبل زبد المشركين ) ، يعني : رفدهم .
قال
أبو عبيد : وإنما قبل هدية
أبي سفيان ؛ لأنها كانت في مدة الهدنة بينه وبين
أهل مكة ، وكذلك
المقوقس صاحب الإسكندرية ، إنما قبل هديته لأنه أكرم
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة رسوله إليه ، وأقر بنبوته ولم يؤيسه من إسلامه ،
ولم يقبل صلى الله عليه وسلم هدية مشرك محارب له قط .