قولكم : إن
الطهر أسبق من الحيض ، فكان أولى بالاسم ، فترجيح طريف جدا ، فمن أين يكون أولى بالاسم إذا كان سابقا في الوجود ؟ ثم ذلك السابق لا يسمى قرءا ما لم يسبقه دم عند جمهور من يقول : الأقراء الأطهار ، وهل يقال في كل لفظ مشترك : إن أسبق معانيه إلى الوجود أحق به ، فيكون عسعس من قوله : (
والليل إذا عسعس ) [ التكوير : 17 ] ، أولى بكونه لإقبال الليل لسبقه في الوجود ، فإن الظلام سابق على الضياء .
وأما قولكم : إن النبي صلى الله عليه وسلم فسر القروء بالأطهار ، فلعمر الله لو كان الأمر كذلك ، لما سبقتمونا إلى القول بأنها الأطهار ، ولبادرنا إلى هذا القول اعتقادا وعملا ، وهل المعول إلا على تفسيره وبيانه :
تقول سليمى لو أقمتم بأرضنا ولم تدر أني للمقام أطوف
فقد بينا من صريح كلامه ومعناه ما يدل على تفسيره للقروء بالحيض ، وفي ذلك كفاية .